استهداف لواء النقل في عدن آخر ذراع عسكري للإصلاح
عدن – المساء برس|
تشهد عدن جنوب اليمن توترات متزايدة بين الفصائل المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، في ظل اتهامات بالتهميش والاستهداف المتبادل، مع تصاعد معاناة منتسبي لواء النقل العام، المحسوب على التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين).
وفي هذا السياق وجه ضباط وجنود اللواء مناشدة عاجلة إلى وزير الدفاع ومدير الدائرة المالية، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة لشهري أكتوبر ونوفمبر، مشيرين إلى أن تأخر صرف المستحقات يزيد من معاناتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأكد المنتسبون أن المشكلة تعود إلى تعذر استخراج البطاقة الذكية، وهو الإجراء الإداري المطلوب لصرف الرواتب، بسبب الزحام والعراقيل الإدارية. كما انتقدوا استثناءهم من صرف الرواتب رغم صدور قرار يمنح مهلة ستة أشهر لاستخراج البطاقة.
وفي حين ألقى بعض المنتسبين باللوم على إداريين في اللواء بتعمد تعطيل الصرف، يرى مراقبون أن الأزمة تعكس استهدافًا سياسيًا من قبل حكومة رشاد العليمي وقوى أخرى داخل التحالف لتقليص نفوذ الإصلاح في الجنوب، عبر الضغط المالي وإضعاف الفصائل الموالية له.
ولواء النقل، الذي كان أحد أبرز الأذرع العسكرية للتجمع اليمني للإصلاح في عدن، يواجه منذ سنوات ضغوطًا سياسية وعسكرية، خاصة بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا على المدينة. وتعكس أزمة الرواتب الحالية استمرار الخلافات بين الفصائل المتحالفة مع السعودية والإمارات، حيث يتنافس الإصلاح والمجلس الانتقالي على النفوذ في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن كانعكاس للصراع القائم بين الإمارات والسعودية في اليمن.
وتأتي أزمة الرواتب وسط اتهامات من المنتسبين بتجاهل الحكومة لحقوقهم، في حين تستمر رواتب القطاعات العسكرية الأخرى بالانسياب باستثناء قوات حكومة التحالف المنتشرة في الحدود السعودية وفي مأرب وبعض الفصائل في تعز، ما يُفسر كخطوة متعمدة لإضعاف اللواء وقيادته الجديدة المعينة مؤخراً بقرار من رشاد العليمي والتي (أي القيادة الجديدة) تحظى بدعم إعلامي من حزب الإصلاح.
ويعتبر لواء النقل من الألوية المرتبطة مباشرة بالحماية الرئاسية في عدن، وقد جرى تهميش هذا اللواء وبدء استهداف منتسبيه منذ منتصف العام 2019 حين فرض الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات سيطرته العسكرية بدعم إماراتي على عدن ومؤسساتها الحكومية ومعسكراتها وزادت عمليات تهميش اللواء أكثر في العام 2022 بعد إطاحة الرياض بعبدربه منصور هادي الذي ظل رهن الإقامة الجبرية في الرياض منذ بدء التدخل العسكري السعودي بدعم أمريكي ضد اليمن في 2015.