من الملاجئ إلى الاستنزاف: صواريخ اليمن تفرض معركة نفسية على إسرائيل

خاص – المساء برس|

قالت وكالة “أسيوشيتد برس” الأمريكية شبه الرسمية، إن إسرائيل تخلصت من التهديدات القريبة منها لكن تلك البعيدة التي يشكلها اليمنيون لا تزال قائمة، مشيرة إلى أن إطلاق النار المتكرر من الحوثيين العدو البعيد يشكل تهديداً عنيداً لإسرائيل.

وقالت الوكالة في تقرير حديث رصده وترجمه “المساء برس”، إن تصعيد اليمن لهجماته الصاروخية على إسرائيلة يجعل مئات الآلاف من الإسرائيليين يهربون إلى الملاجئ في منتصف الليالي إضافة إلى إبعاد شركات الطيران الأجنبية عن التعامل مع المطارات الإسرائيلية.

هرب من صواريخ حزب الله ليلاقي صواريخ اليمن

نقلت الوكالة عن مستوطن اسرائيلي يدعى (يوني يوفيل) قوله إنه “غادر مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة أواخر العام الماضي لتجنب إطلاق الصواريخ من حزب الله ليرى شقته في حي يافا في تل أبيب تتعرض لأضرار بالغة بسبب صاروخ أطلقه الحوثيون”، واصفاً ما يحدث بأنه “أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية”.

وأضافت الوكالة أنه ورغم قصف إسرائيل مراراً وتكراراً للموانئ والبنية التحتية النفطية والمطار في العاصمة صنعاء وتهديد القيادات الإسرائيلية بقتل شخصيات حوثية مركزية ومحاولة حشد العالم ضد اليمن، إلا أن “الحوثيين يواصلون هجماتهم وفي الأسابيع الأخيرة يطلقون كل يوم تقريباً ضربات بالصواريخ والطائرات بدون طيار في أوقات مبكرة من الصباح ما يؤدي لإطلاق صفارات الإنذار في مساحات واسعة من إسرائيل، وفي بعض الأحيان تخترق القذائف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور وتتسبب بتدمير واسع كما حدث في مدرسة فارغة تدمرت أو تدمير واجهات بنايات سكنية عديدة بسبب صاروخ سقط في منطقة فارغة مقابلها”.

تهديد فعال للاقتصاد الإسرائيلي

وقالت الوكالة إن إطلاق الصواريخ اليمنية على إسرائيل يشكل تهديداً للاقتصاد الإسرائيلي حيث يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد ويمنع البلاد من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة.

كما أضاف تقرير الوكالة الأمريكية أن “هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر أدت إلى إغلاق ميناء إسرائيلي في مدينة إيلات تقريباص، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا إلى موانئ إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط”.

تحدي لصورة إسرائيل العسكرية

وأشارت الوكالة إلى أن “الضربات الحوثية تشكل تذكيراً رمزياً لإسرائيل بالأعداء الرئيسيين ولأن الضربات المضادة الإسرائيلية لم تردعهم فإن هجماتهم المستمرة تتحدى صورة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية”.

ونقلت الوكالة عن الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، داني سيترينوفيتش، إن “الحوثيين الوحيدين النشطين الآن، ويشكلون تحدياً من نوع مختلف”.

ونقلت الوكالة عن متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، وصفه المعركة مع اليمن بقولها أنها “ستكون معقدة”.

استعداد اسرائيلي لمواجهة حرب استنزاف

وقال إيال بينكو، وهو مسؤول دفاعي إسرائيلي سابق وكبير الباحثين في مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية بأن تحييد إسرائيل لجبهتي غزة ولبنان سببه أن لإسرائيل سنوات عديدة من المعرفة بهؤلاء الأعداء وهناك معلومات استخباراتية وهناك عنصر منهم للمناورة البرية، أما في اليمن يقول “لا يمكننا القيام بذلك هناك النطاق مختلف”.

وأضاف إن اليمن لا تقع على حدود إسرائيل ولا تستطيع إسرائيل بسهولة أن تنفذ غزواً برياً كما فعلت في غزة ولبنان لتفكيك البنية الأساسية لأعدائها ويتعين على إسرائيل أن تنظم مهام جوية معقدة للطيران إلى اليمن وهي مهام مكلفة ومحدودة في ما يمكن أن تحققه.

وأضاف “إن الحوثيين تعلموا على مدى سنوات من القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية كيفية التعافي من الغارات الجوية”.

وأشار تقرير الوكالة أن “مخابئ الحوثيين وأسلحتهم وبنيتهم التحتية أقل شهرة بالنسبة لإسرائيل ما يجعل ضرباتها المضادة أقل فعالية إلى حد ما”، واعترف هاجاري بأن “الاستخبارات الإسرائيلية في اليمن كانت مشكلة وقال إن الجيش يعمل على تحسينها وحتى ذلك الحين يستعد البعض في إسرائيل لحرب استنزاف مع العدو البعيد”.

قد يعجبك ايضا