صواريخ الليل: سلاح نفسي يهدد الأمن الإسرائيلي ويعزز الحضور اليمني دوليًا (صحيفة اسرائيلية)

خاص – المساء برس|

تشير تقارير إسرائيلية حديثة إلى أن إطلاق الصواريخ الليلية من اليمن على الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد تحرك عسكري، بل استراتيجية نفسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار والإخلال بالشعور بالأمان لدى الإسرائيليين.

ووصف تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، الهجمات اليمنية بأنها أدوات حرب نفسية متطورة، تسعى لخلق إرهاق نفسي تراكمي يؤثر على الروتين اليومي والانسجام الاجتماعي في “إسرائيل”.

إرهاق نفسي وسلاح الحرب النفسية

وأكد التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” أن إطلاق الصواريخ في ساعات متأخرة من الليل يتسبب باضطرابات في دورات النوم لعشرات الآلاف من الإسرائيليين، مما يؤدي إلى إرهاق متزايد على المستوى الفردي والجماعي. وبحسب التقرير، فإن هذه الاستراتيجية تعمد إلى تحويل وقت الهدوء والسكينة إلى لحظة قلق دائم، ما يترك أثرًا نفسيًا يمتد ليوم العمل التالي.

رسائل محلية ودولية

ولا يقتصر تأثير الهجمات على الساحة المحلية في إسرائيل، بل يمتد إلى الساحة الدولية. إذ يُنظر إلى هذه الهجمات الليلية كرسائل إعلامية تهدف إلى جذب انتباه الصحافة العالمية، خاصة وسائل الإعلام المتحالفة مع إسرائيل.

كما أن الردود السريعة من قبل القوات اليمنية على الضربات الإسرائيلية والأميركية تُظهر قدرتها على الردع وتعزيز حضور اليمن كلاعب رئيسي في المنطقة، حسب ما أكدت الصحيفة الإسرائيلية.

تأثير على العلاقة بين القيادة والجمهور

وأشار التقرير العبري إلى أن هذه الهجمات تؤدي إلى تقويض العلاقة بين القيادة الإسرائيلية والجمهور. فشعور الإسرائيليين بالضعف يدفعهم إلى انتقاد قيادتهم، مما يزيد الضغط على الحكومة للرد بفعالية وسرعة. وحتى إن كان الضرر المادي محدودًا، فإن التغطية الإعلامية غالبًا ما تضخم هذا التأثير وتزيد من حدة التوتر الداخلي.

ساحة المعركة الرقمية والحرب النفسية

وأشار التقرير إلى أهمية ساحة المعركة الرقمية في تشكيل السرديات الوطنية والدولية. وأضافت الصحيفة “الحوثيون، على سبيل المثال، يسعون لتقديم إسرائيل كدولة تستهدف المدنيين، بينما تروج إسرائيل لرواية تركز على استهداف الأهداف العسكرية فقط”.

تحريض اليمنيين ضد قيادة أنصار الله

وزعمت الصحيفة أن على إسرائيل لكي تكسب هذه المعركة النفسية أن تقاتل بشرف وبأخلاق ضد من أسمتهم “الحوثيين”، وتشرح الصحيفة كيفية فعل ذلك حيث أشارت إلى استهداف الأهداف العسكرية في اليمن وتجنب الأهداف المدنية والمدنيين، كما دعت الصحيفة قيادة الاحتلال إلى اتخاذ إجراء آخر يتمثل في التواصل مع المواطنين اليمنيين باللغة العربية من أجل “تسليط الضوء على إخفاقات القيادة الحوثية والآثار السلبية لسياساتهم”.

معركة النفوس لا تقل أهمية عن معركة السلاح

ويرى التقرير أن تعزيز الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين والحد من الإرهاق النفسي يمثلان تحديًا كبيرًا لإسرائيل، إلى جانب مواصلة التنسيق الدولي لمواجهة “التهديد الحوثي” حسب الصحيفة. وبينما تتصاعد حدة الصراع، يبدو أن المعركة النفسية والدبلوماسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مشهد الصراع في المنطقة.

قد يعجبك ايضا