إسرائيل في دوامة الانحدار: تحديات داخلية وعزلة دولية متفاقمة

ترجمات خاصة – المساء برس|

تشير التقارير الدولية الأخيرة إلى أن إسرائيل تواجه واحدة من أكبر أزماتها منذ عقود، حيث تتعرض لضغوط سياسية، اقتصادية، واجتماعية غير مسبوقة. هذه الأزمة تأتي في سياق سياسات عدوانية أثارت غضبًا عالميًا واسع النطاق، بما في ذلك الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية والسورية، وتصعيد القصف في غزة، وقصف دول مثل إيران واليمن، إلى جانب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.

عزلة دولية متزايدة

وأشار تقرير لـ”ZNetwork“، رصده وترجمه “المساء برس”، أنه في أعقاب تصعيد عسكري كبير منذ أكتوبر 2023، أصبحت إسرائيل هدفًا لحملات مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات (BDS) مدعومة شعبيًا في جميع أنحاء العالم. تقارير دولية أكدت أن أكثر من 20 جامعة في أوروبا وكندا قطعت علاقاتها الأكاديمية مع المؤسسات الإسرائيلية، في حين شهدت العلاقات التجارية مع تركيا وكولومبيا تراجعًا كبيرًا، مما أدى إلى انخفاض كبير في الصادرات الإسرائيلية.

هجرة العقول تهدد الاقتصاد

من ناحية أخرى، تشهد إسرائيل موجة هجرة غير مسبوقة للعقول الشابة والمواهب في مجالات التكنولوجيا والطب. تشير الإحصاءات إلى أن الهجرة قفزت بنسبة 42% في عام 2023، حيث تقدم أكثر من 18,400 إسرائيلي بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، مقارنة بـ 5,700 فقط في عام 2022.

أزمات اقتصادية خانقة

يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تدهورًا واضحًا مع انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 29% في 2023، وتعليق مشاريع كبرى مثل مصنع رقائق بقيمة 25 مليار دولار كان من المقرر أن تنفذه شركة “إنتل”. قطاع التكنولوجيا، الذي يمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، يشهد تراجعًا غير مسبوق مع انخفاض جمع رأس المال الاستثماري بنسبة 70%.

انقسامات داخلية عميقة

إلى جانب العزلة الدولية، تعاني إسرائيل من انقسامات داخلية متفاقمة بين العلمانيين والمتدينين. سياسات الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو زادت من حدة التوترات، حيث تُتهم بإهمال الطبقات العلمانية وتحميلها عبء الضرائب والتجنيد العسكري، مقابل منح امتيازات كبيرة للمستوطنين والجماعات الأرثوذكسية المتشددة.

مستقبل غامض

تُظهر هذه التحديات المتزايدة أن إسرائيل تواجه “حلقة مفرغة” من الأزمات التي تهدد استقرارها الداخلي وتماسكها كمجتمع. في ظل هذه الظروف، يتوقع المحللون أن استمرار سياسات الاحتلال والتوسع العسكري سيؤدي إلى مزيد من التدهور على جميع المستويات، مع استمرار فقدان الدعم الدولي وتصاعد الدعوات لإنهاء الاحتلال.

دعوات لمراجعة السياسات

دعا خبراء ومنظمات حقوقية إلى ضرورة مراجعة السياسات الإسرائيلية الحالية والالتزام بالقوانين الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ومع تصاعد الضغط الدولي والمحلي، يبدو أن إسرائيل في طريقها إلى مواجهة مستقبل مليء بالتحديات ما لم تتخذ خطوات جادة لتغيير مسارها.

قد يعجبك ايضا