الانتصارُ لفلسطين شرفٌ ودين

ق. حسين بن محمد المهدي – وما يسطرون – المساء برس|

مَن ظَلَمَ نَقَصَ عُمره، وساء عَمله، ودنى هلكه.

ومَن عَدَلَ زاد قدره، وحُمِدَ ذِكْرُه، وكُتِبَ أَجْرُه، ووَجَبَ نصره.

فخير الناس مَن انتصر للمظلومين، وأغاث بماله المنكوبين، وجاهد بماله ونفسه ابتغاء مرضاة الله رب العالمين.

فمما لا ريب فيه أن نصرة المظلومين شرفٌ ودين، وجِهادٌ ضد المستكبرين، وأن نصرة الظالم بَغْيٌ وشين، وخزي في الدنيا والآخرة.

فمن لبس ثياب الكِبْر أحب الناس ذِلَته، ومن ركب مطية الظلم كرِه الناس أيامه ودولته، فهذه الصهيونية اليهودية تتباهى بفسادها وظلمها، وتتبجح بإسرافها وغدرها، وتقتل في فلسطين جموعاً من العرب والمسلمين بما فيهم النساء والشيوخ وأطفال المؤمنين، وتتطاول على كافة العرب والمسلمين، كافرة بقول العزيز الحكيم: (وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ).

فهي تهدم المساجد على رؤوس المصلين، وتقتل من كان فيها ساجداً وراكعاً لله رب العالمين، على مرأى ومسمع من العالمين، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّـهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئك ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذابٌ عَظِيمٌ).

لقد تناهى نتنياهو في ظلمه وتعديه وبغيه، وتحديه فأُصيب بالعجب والغرور، مُستمرًّا في البغي والفساد في فلسطين، فهو لا يدرك بأن عذاب الله آتيه، لإصراره على بغيه وفساده، وعكوفه على ظلمه، مُتَأسِياً بأهل الفساد أمثال فرعون وهامان وعاد (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ، إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ…، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ، فَأكثروا فِيهَا الْفَسادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ).

إن نتنياهو مُستمرّ في همجيته، مغترٌ بدعم الصهيونية في أمريكا ودول الغرب له، وهم بلا شك رأس الفتنة الممولون للمفسدين في أرض فلسطين، المموهون بافتراءاتهم ودجلهم، فأين حقوق الإنسان التي يزعموها؟

وأين القانون الدولي مما يجري في دولة احتلال؟

إن مجلس الأمن نفسه في قرارات سابقة يجعل من دولة “إسرائيل” في القدس وغزة والضفة والجولان دولة احتلال؛ فكيف جاز لأمريكا دعم هذه الدولة المحتلّة ماديًّا وعسكريًّا على نحو تقشعر منه الأبدان، ويدل دلالة واضحة أن ما يذيعونه عن حقوق الإنسان محض دجل وافتراء.

وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من دجاجلة آخر الزمان، حَيثُ يقول: “يكون في آخر الزمان دجالون” أي كذابون مموهون، وقال: “أن بين يدي الساعة دجالين كذابين فاحذروهم”.

والدجال المموه الكذاب، وسمي دجالاً: لكثرة كذبه وجموحه، وإدخَال الحق بالباطل، وتلبيسه وتزيينه للباطل.

إن نتنياهو يعتبر واحداً من دجاجلة الصهيونية الذين قدموا إلى أرض فلسطين، وأُصيب بالغرور والعجب.

والعُجب: مرض يصيب القلوب ويتولد عنه الكبر، وقد أُصيب به في زمننا هذا عدد من الزعماء، ومنهم غالبية زعماء الصهيونية، الذين يسفكون دم العرب والمسلمين في فلسطين ليل نهار (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ)، (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرض قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ).

إن سفكهم لدماء الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه، وقولهم إن من حق “إسرائيل” المعتدية أن تدافع على نفسها والإعجاب بذلك والترويج له والضحك والتدليس، أمر يندى له الجبين (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ).

إن جهاد هؤلاء وقتالهم سبيل يسلكه أنصار الله وحزبه، وأحرار العالم في محور المقاومة.

فأحرز أنصار الله وحزبه ومن ينصرهم ويمد العون لهم من شعوب الأُمَّــة الإسلامية وقادتها مقاماً رفيعاً سيسجله التاريخ بأحرف من نور.

فكيف لا يتبوؤون هذه المنزلة الرفيعة وهم ينصرون الله ورسوله والمستضعفين في فلسطين، بأنفسهم وأموالهم، وطائراتهم المسيّرة، وصواريخهم الفرط صوتية بعزيمة وإرادَة قوية، قائمة على الإيمان بالله، مبنية على أسس علمية أحكمتها التجارب، وأيدتها قدرة الله الغالب، (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ).

فمن فوض الأمر إلى أهله، وتثبت في عقده وحله أمن الزلل، وبلغ الأمل، ومن أحكم التجارب حمد العواقب، ومن بالغ في إحكام صنعته واجتهاده حصل بفضل الله مراده، (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

إن مغامرةَ الصهيونية في اعتدائها على اليمن يورثها الندم، وستدفع عليه غالي الثمن، وإن أصابت في عدوانها عدداً من الشهداء فهم دون أدنى شك أحياء عند ربهم يرزقون.

ولعل العالم يشهد عما قريب طائراتهم وقد أسقطت وأحرقت، وبوارجهم الحربية وقد أغرقت كما غرق فرعون وجنده، وإلى مصالحهم الحيوية قد دمّـرت.

ترى هل تعي الصهيونية اليهودية الأمريكية قبح ما تأتي، وهي على وشك الهزيمة لا تعي؟

وإنه لن يثني قائد المسيرة القرآنية الملحوظ بالعناية الربانية وأنصار الله وحزبه من أبناء يمن الحكمة وغيرهم عن مواصلة جهادهم؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله ورفع الظلم عن غزة وفلسطين وأرض المسلمين ما يقومون به من بغي واعتداء إلا أن يتوقف الباغي عن بغيه، ويكف عن ظلمه، فهم ثابتون على عزتهم، متفوقون غالبون بقوة الله ثم بقوتهم، موعودون بنصر الله وتأييده، وبتتبير علو المفسدين وظلمهم، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيرًا).

فخذوا النصح من أهله، والإعذار من محله، قبل فوات الأوان، فلن ينفعكم الجنوح إلى القتل غدراً بأبناء الإسلام، ولا طائراتكم وسلاحكم بموهن لأبناء الحكمة والإيمان.

وعما قريبٍ يحمَدُ القومُ السُّرَى، ويندمُ المتثاقلون، (وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أكثر النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

فقوة الإيمان أَسَاس للنجاح (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

قد يعجبك ايضا