الإمارات تواصل العبث بأرخبيل سقطرى بتهديد خطير للتنوع البيولوجي
سقطرى – المساء برس|
يواجه أرخبيل سقطرى اليمني، أحد أهم المحميات الطبيعية على مستوى العالم، تهديداً متزايداً بسبب أنشطة إماراتية وصفها خبراء البيئة بأنها كارثية. وتأتي هذه الأنشطة تحت غطاء مبادرات “خيرية وإغاثية”، حيث أُدخلت آلاف الشتلات الزراعية من أنواع نباتية غازية تهدد النظام البيئي الفريد للجزيرة.
وبحسب موقع “سقطرى أونلاين” التابع لمؤسسة خليفة الإماراتية، وزعت شركة “المثلث الشرقي القابضة” الإماراتية 8 آلاف شتلة زراعية متنوعة تشمل البطيخ، والشمام، والفلفل، والطماطم، والباذنجان على الأسر في سقطرى، بدعوى دعم الأمن الغذائي. لكن خبراء البيئة المحليين عبروا عن استيائهم من هذه الخطوة التي وصفوها بأنها تدمير متعمد للتنوع البيولوجي الفريد للجزيرة.
وعلق أحمد الرميلي، رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي، قائلاً: “جلب الشتلات إلى سقطرى يشبه بيع ماء زمزم في مكة. الجزيرة حديقة طبيعية ضخمة تحوي أكثر من 800 نوع من النباتات الفريدة، منها 100 نوع لا توجد في أي مكان آخر في العالم”.
وأكد أن قوانين صارمة تمنع إدخال النباتات أو إخراجها من سقطرى لحماية نظامها البيئي، متسائلاً عن دوافع هذه الأنشطة الإماراتية.
ومن جانبه، حذر الدكتور محمد منصور المليكي من أن هذه النباتات، إذا كانت مستوردة، تشكل خطراً مباشراً على الحياة النباتية في الجزيرة، واصفاً إياها بأنها “نباتات غازية” تهدد الأنواع المحلية.
وكشف تقرير ميداني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم “يونسكو” أن الأنواع الغازية تشكل تهديداً خطيراً للتنوع البيولوجي والاقتصاد المحلي في سقطرى. وأشار التقرير إلى وجود 126 نوعاً غريباً، معظمها نباتات مستوردة، بالإضافة إلى حشرات تهدد البيئة المحلية من خلال نشر الأمراض والآفات الزراعية.
وفي وقت سابق، أفاد سكان محليون بأن مؤسسة خليفة الإماراتية قامت برش أشجار النخيل بمبيدات مجهولة، ما أدى إلى موت مئات الأشجار. ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الأنشطة التي وصفت بأنها تدمير ممنهج للجزيرة، التي تسيطر عليها الإمارات منذ عام 2018.
وأطلق ناشطون يمنيون حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بوقف التدخلات الإماراتية في سقطرى ورحيل القوات الأجنبية. وأكدوا أن الإمارات تستخدم الجزيرة كقاعدة عسكرية وتقوض بيئتها الغنية الفريدة، التي جعلتها تصنف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في 2008.