كيف تقرأ روسيا مستقبل سوريا بعد سقوط الأسد في ظل النفوذ التركي والدولي؟

خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|

على الأغلب في هذه الأثناء تشهد الأوساط السياسية والعسكرية الروسية نقاشات مكثفة حول مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وسط توقعات بزيادة النفوذ التركي والصراعات بين الفصائل المسلحة.

فيما يلي عرض لأبرز ما خلص إليه “المساء برس” بعد رصد تحليلات السياسيين الروس حسب ما نشرت المجلات والصحف الروسية المؤثرة التي قدمت قراءات متعددة من وجهة النظر الروسية لما سيؤول إليه الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ومصير روسيا الحليفة الاستراتيجية لسوريا على مدى عقود طويلة من الزمن.

تركيا ودورها الإقليمي

ويرى “أوليغ كرينيتسين”، مدير شركة الاستشارات العسكرية الخاصة (RSB-Group)، أن تركيا تسعى للسيطرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز والذهب في سوريا عبر دعم الفصائل المسلحة الموالية لها، وربما الدفع نحو استفتاء يهدف إلى ضم هذه المناطق لتركيا. وفي الوقت ذاته، يُتوقع أن تسعى تركيا لتحويل سوريا إلى اتحاد كونفدرالي يضم مناطق متعددة النفوذ.

القواعد الروسية ومستقبلها

وأكدت عالمة السياسة “إيلينا سوبونينا” أن مستقبل القواعد الروسية، مثل ميناء طرطوس، سيُحدد من خلال المفاوضات مع السلطات السورية الجديدة ودول الجوار، مشيرة إلى أن المعارضة المسلحة لم تظهر نية لمهاجمة هذه القواعد، مدركة المخاطر المرتبطة بمثل هذا التحرك.

التحديات بين الفصائل المسلحة

وبحسب صحيفة “يني أوزغور بوليتيكا”، تشهد سوريا انقسامات بين الفصائل المسلحة مثل “الجيش الوطني” و”هيئة تحرير الشام”. ورغم اتحادهم لإسقاط نظام الأسد، يُتوقع حدوث صدامات داخلية بسبب اختلاف الأجندات والأهداف.

دور الأكراد ومعضلة الإدارة الذاتية

تظل الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا قضية حساسة. وتعتبر تركيا والفصائل المسلحة الأخرى الإدارة الذاتية تحدياً كبيراً، وسط محاولات دولية لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى.

تحذيرات من الصراعات المستقبلية

وصف الكاتب “أندريه ياشلافسكي” في صحيفة “Moskvoskij Komsomolets” الوضع الحالي لما يسمى هيئة تحرير الشام التي قدمت أصلاً من تنظيم القاعدة الإرهابي بـ”الثعبان الذي يغير جلده لكن شخصيته تبقى كما هي”. وأشار إلى أن الصراعات المتوقعة بين أنصار الأسد السابقين والفصائل المسيطرة قد تعمق الكراهية والغضب في الداخل السوري.

إسرائيل ليست في قائمة الاهتمامات الروسية بعد سقوط الأسد

وبعد دراسة عدد كبير من المقالات والتقارير التي نشرتها الصحافة الروسية بخصوص قراءتها للمشهد في سوريا بعد سيطرة الجماعات المسلحة على الدولة، تبين أن التحليلات الروسية تركز على مراقبة التحركات التركية في سوريا، وسط مخاوف من تعاظم نفوذها بشكل قد يشكل تهديداً للمصالح الروسية في المنطقة وبما يجعل تركيا تمثل تهديداً مباشراً على الجغرافيا الروسية ذاتها وليس على النفوذ والحضور الروسي في سوريا فقط.

تظل ملامح المشهد السوري مفتوحة على سيناريوهات متعددة، في ظل تضارب المصالح الدولية والإقليمية وتباين الأهداف بين الأطراف المختلفة، لكن ما هو واضح أيضاً أن روسيا لا تهتم للشأن السوري من ناحية ما قد تفعله إسرائيل في هذا البلد بعد سقوط نظام الأسد.

قد يعجبك ايضا