سيناريوهات ما بعد سقوط سوريا: بين التقسيم والفوضى المسلحة

خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|

تشهد الأزمة السورية تعقيدًا متزايدًا مع تطورات جديدة تشير إلى تغير مواقف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، في ظل وجود خطط أمريكية يُزعم أنها تهدف إلى إسقاط الدولة السورية دون تقسيم البلاد أو تمكين طرف واحد من السيطرة عليها.

بحسب المعطيات الحالية، يبدو أن واشنطن تسعى لتحقيق توازن مضطرب في الجغرافيا السورية، يتمثل في إبقاء الفصائل المسلحة المختلفة في حالة من الاحتراب الداخلي المستمر، ما يمنع بروز قوة مركزية قادرة على بسط السيطرة على كامل الأراضي السورية.

حتى أقرب حلفاء سوريا، كإيران وروسيا والعراق، بدأوا يركزون في تصريحاتهم الأخيرة على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، ما يعكس تغيرًا في الأولويات من دعم النظام السوري إلى الحيلولة دون تقسيم البلاد. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول رؤية الحلفاء لما بعد سقوط الدولة السورية، حيث يبدو أن تركيزهم بات منصبًا على تجنب امتداد الفوضى إلى دول الجوار.

الخطة الأمريكية المفترضة تثير قلقًا واسعًا بين دول المنطقة، التي تخشى أن يؤدي انهيار الدولة السورية إلى توسع الجماعات المسلحة وانتقال الاضطرابات إلى حدودها. روسيا وإيران، على وجه الخصوص، تعملان على الحيلولة دون وقوع هذا السيناريو، مشددتين على أهمية بقاء سوريا موحدة، حتى وإن دخلت مرحلة طويلة من عدم الاستقرار.

في هذا السياق، تبرز أسئلة ملحة حول مستقبل سوريا: هل ستتمكن الأطراف الدولية والإقليمية من صياغة حل يحافظ على وحدة البلاد؟ أم أن سيناريو الفوضى الطويلة الذي يلوح في الأفق سيصبح أمرًا واقعًا؟

قد يعجبك ايضا