قدرات اليمنيين العسكرية تثير إعجاب الخبراء الغربيين وتقدم دروساً للجيش الأمريكي
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أثارت قدرات القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، إعجاباً كبيراً بين الخبراء العسكريين الغربيين، حيث تناول تقرير حديث نشره موقع (1945) الأمريكي المتخصص بالشؤون الدفاعية، أساليب القوات اليمنية المبتكرة التي أصبحت نموذجاً للاستفادة منه في تطوير استراتيجيات الجيش الأمريكي في النزاعات البحرية المستقبلية. التقرير الذي نشره الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية، ورصده وترجمه “المساء برس” ألقى الضوء على التكتيكات التي استخدمها اليمن للسيطرة على البحر الأحمر ومنع الوصول إليه، مشيراً إلى أن هذه التكتيكات أصبحت واحدة من نقاط التحول في التاريخ العسكري الحديث.
استخدام مبتكر للطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة
بحسب التقرير، تمكنت القوات اليمنية المشار إليها في التقرير باسم “الحوثيون” من تحويل ساحل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة استراتيجية باستخدام طائرات بدون طيار رخيصة وصواريخ دقيقة بعيدة المدى، هذه الأساليب لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل شكلت تحدياً اقتصادياً للدول التي تعتمد على أنظمة دفاعية مكلفة مثل صواريخ SM-2 وSM-6 الاعتراضية.
وذكر التقرير أن الحوثيين، من خلال مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات بدون طيار أحادية الاتجاه، نجحوا في إلحاق أضرار بـ30 سفينة تجارية على الأقل، وإغراق اثنتين، وقتل أو احتجاز العديد من البحارة.
دروس للجيش الأمريكي
ويرى التقرير أن تكتيكات اليمنيين توفر دروساً قيمة للجيش الأمريكي، خصوصاً في سياق المواجهات المحتملة في غرب المحيط الهادئ ضد الصين. إذ يمكن للجيش الأمريكي أن يستفيد من مفهوم السيطرة على البحر من الشاطئ عبر نشر أنظمة متفرقة قائمة على الجزر، ومجهزة بصواريخ متطورة مثل PrSM وصواريخ SM-6، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار الهجومية.
وأوضح التقرير أن هذه التكتيكات يمكن أن تخلق “معضلات عملياتية” للخصوم، وتُسهم في الردع المتكامل عبر إجبارهم على التعامل مع تهديدات موزعة ومتنقلة، مما يزيد من صعوبة استهدافها أو تحييدها.
التنقل الجوي والتشغيل البيني بين الحلفاء
ومن بين الجوانب التي أشار إليها التقرير أهمية التكامل بين الطائرات بدون طيار الهجومية والنقل الجوي الاستراتيجي. طائرات الشحن مثل C-130 Hercules، التي تستطيع نقل منصات إطلاق HIMARS إلى مواقع نائية وغير ممهدة، تعزز بشكل كبير من القدرة على التحرك السريع والمشاركة في نزاعات بحرية متعددة المواقع.
كما شدد التقرير على ضرورة تعزيز التعاون بين الجيش الأمريكي وحلفائه، مثل أستراليا، لضمان التناغم التشغيلي والتكتيكي في سيناريوهات الحرب المستقبلية.
الحوثيون: معلمون غير متوقعين
ووصف التقرير أفراد الجيش اليمني بأنهم “معلمون غير متوقعين” للجيش الأمريكي. فقد أثبتت عملياتهم أن السيطرة على البحر من الشاطئ يمكن أن تكون فعالة للغاية، وأن استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى يمكن أن يغير مسار النزاعات بشكل جذري.
وأشار التقرير إلى أن اليمنيون، رغم مواردهم المحدودة، نجحوا في تطوير أساليب قتالية تضاهي في فعاليتها تقنيات الجيوش المتقدمة، وهو ما يجب أن يُلهم القوات الأمريكية وشركاءها لتطوير استراتيجيات جديدة تعتمد على الجمع بين التقنيات منخفضة التكلفة والابتكار التكتيكي.
إعادة تعريف النزاعات البحرية
التكتيكات التي استخدمها اليمنيون تعيد تعريف النزاعات البحرية، حيث تُظهر أن القوة ليست مرهونة بالأسلحة المتطورة فحسب، بل بكيفية استخدامها بطرق مبتكرة.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الجيش الأمريكي يمكنه الاستفادة من تجربة اليمنيين عبر تطبيق استراتيجيات مشابهة في بيئات متنازع عليها، مما يضمن له ميزة تنافسية في النزاعات المستقبلية، خصوصاً في مسارح مثل غرب المحيط الهادئ.
الابتكار اليمني على الساحة الدولية
وتعكس هذه الإشادة بقدرات الجيش اليمني حجم الابتكار الذي أظهره اليمنيون في مجال الدفاع والتكتيك العسكري، رغم محدودية الإمكانيات. لقد أصبحت تجربته نموذجاً يحتذى به في مواجهة قوى أكبر، وهو ما يعكس إرادة قوية وذكاء تكتيكياً جعله لاعباً إقليمياً مؤثراً يصعب تجاهله.