أنظمة على مذبح التطبيع المشؤوم
محمد بن عامر – وما يسطرون – المساء برس|
لا يكف بعض الحكام العرب عن الانزلاق في منحنى التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقدِّمين له الدعم والموارد على حساب شعوبهم، في خيانة كبرى للدماء التي تراق في غزة ولبنان، وجريمة تاريخية ضد الأمة العربية ككل.
خذ على سبيل المثال لا الحصر: ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يغذي الكيان الصهيوني بالنفط يومياً عبر خط أنابيب «سوميد» المصري، في صفقة خيانة تشبه طعناً في ظهر الأمة. ولا يقل بشاعة ما يقوم به الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بإمداد العدو بالغاز من حقل ظهر، ومنحه حقوق استكشاف وتطوير حقول غازية أخرى في وسط البحر المتوسط والصحراء الغربية، مغدقاً الهدايا على من يردد هتاف «الموت للعرب»!
ولا يختلف عن ذلك ملك المغرب، محمد السادس، الذي يمنح الشركة الصهيونية «نيوميد» حق الامتياز الحصري باستغلال موارد بلاده النفطية والقطاعات الاستراتيجية.
ويجري التخطيط لمد خط أنبوب نفطي من البصرة العراقية إلى حيفا في الأراضي المحتلة بتنسيق بين الأردن والسيسي وبوساطة أمريكية.
أما الإمارات، كما نرى، فقد أضحت مملوكة «إسرائيلياً» في العديد من القطاعات الاستراتيجية، خاصة التكنولوجية والتجسسية وغسيل الأموال والبغاء، بالإضافة إلى إشعال الفتن والصراعات في ليبيا والسودان واليمن، خدمة لأجندة الكيان الصهيوني.
هذا يعني أن التطبيع لا يقتصر على العلاقات الدبلوماسية وافتتاح السفارات فحسب؛ بل إنه نهب ممنهج لثروات الأمة العربية لتمويل بقاء الكيان الصهيوني وتمكينه وتعزيز قدراته العسكرية والأمنية.
والمؤسف أن هذا يحدث في الوقت الذي لا يزال فيه العالم العربي والإسلامي يغني «ما هلنيش»! وكأنما الجميع في غفوة أمام غدة سرطانية تنخر في جسد الأمة، وصارت على مقربة من قلبها، مهددة بإسقاطها على أنقاض التخاذل والتواطؤ.
إذا كان الحلم بالتحرر لا يزال يتردد صداه في قلوب الأحرار، فإن الواقع المخزي يستدعي من الجميع صحوة حقيقية شاملة، يستعيد فيها العرب هويتهم وحقوقهم المسلوبة.