اعتراف أمريكي بالقدرات العسكرية اليمنية: الجيش اليمني يثبت قوته أمام التحالفات الدولية

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في تطور جديد يُسلط الضوء على التحولات العسكرية في المنطقة، أظهر تقرير أمريكي حديث اعترافاً ضمنياً بفشل القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، في مواجهة القدرات العسكرية المتنامية للجيش اليمني بقيادة “أنصار الله”.

التقرير، الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر” وهو من أبرز وسائل الإعلام الأمريكية، أشار إلى الهجمات المتكررة التي ينفذها اليمنيون ضد السفن الحربية الغربية في البحر الأحمر، معتبرًا أن تلك العمليات تكشف عن تصميم ومهارة عسكرية متطورة غيرت موازين القوة في المنطقة.

اعتراف بالقدرات العسكرية اليمنية

بحسب التقرير، أطلق الجيش اليمني عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن الحربية الأمريكية والغربية خلال الأسابيع الأخيرة. ويزعم التقرير أن الدفاعات الغربية نجحت في اعتراض معظم الهجمات، مع ذلك يقول التقرير “إلا أن الإصرار اليمني على استهداف القوات البحرية الغربية باستخدام أساليب متطورة يُعد دليلاً على التقدم الكبير في قدراتهم العسكرية”، ما يشير إلى الاعتراف بالفشل الأمريكي في تحييد هذا التهديد المستمر ضد المصالح الغربية وأبرزها الإسرائيلية.

التقرير الأمريكي وصف هذه الهجمات بأنها “جزء من حملة مستمرة”، مع إشارة إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصميم “الحوثيين” على تنفيذ عمليات نوعية، حتى ضد أهداف محمية بشكل مكثف مثل حاملات الطائرات والمدمرات.

الحصار اليمني على إسرائيل: معادلة جديدة في الصراع الإقليمي

منذ نوفمبر 2023، فرض اليمن حصارًا بحريًا على السفن المرتبطة بالملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، في خطوة جاءت تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة اللبنانية التي تواجه عدوانًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر 2023.

الحصار الذي فرضه الجيش اليمني لم يكن مجرد إجراء رمزي، بل أثّر على حركة الملاحة الإسرائيلية، مما دفع الولايات المتحدة حليفة تل أبيب إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة دون جدوى تُذكر في مواجهة هذا الضغط.

التدخل الأمريكي ومحدوديته أمام الصمود اليمني

رغم تخصيص الولايات المتحدة قوات بحرية كبيرة، تشمل حاملات طائرات وسفنًا قادرة على الدفاع الجوي والهجوم البري، فإن هذه القوات لم تنجح في وقف التهديدات اليمنية المستمرة.

وفي هذا الصدد يقول التقرير الأمريكي أن “الحوثيين أطلقوا أكثر من 130 هجومًا استهدف السفن الحربية والتجارية منذ بدء حملتهم، مما أجبر الغرب على تعزيز دفاعاتهم بشكل غير مسبوق”. لكن اللافت أن هذه التحركات الغربية لم تمنع استمرار العمليات اليمنية التي وصفها التقرير بأنها “تهديد متطور ومستمر”.

التضامن الإقليمي وسلاح الردع اليمني

الدور الذي يلعبه الجيش اليمني يتخطى الساحة المحلية، حيث أصبح جزءًا من محور المقاومة الممتد من غزة إلى جنوب لبنان. هذا المحور، الذي يتحد في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، بات يعتمد بشكل متزايد على الدعم الاستراتيجي والعسكري الذي توفره قدرات اليمنيين.

الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية لم تستهدف فقط السفن الحربية الغربية، بل أثرت بشكل مباشر على حركة التجارة البحرية في البحر الأحمر. التقرير أشار إلى أن هذه العمليات أجبرت العديد من السفن التجارية على اتخاذ مسارات أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا، مما يعكس الأثر الاقتصادي الكبير لتلك الهجمات.

الاعتراف بالفشل والخيارات المحدودة

من الواضح أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين، والتي عبرت عن قلقهم من القدرات اليمنية، تعكس اعترافًا ضمنيًا بفشل التحالفات الدولية في تحييد التهديد اليمني. كما أشار التقرير إلى أن واشنطن تخشى من احتمال تدخل قوى دولية مثل روسيا لدعم اليمنيين، وهو سيناريو يزيد من تعقيد المعادلة العسكرية في البحر الأحمر.

وهنا يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج في مقابلة أجريت معه مؤخراً للموقع الأمريكي ذاته: “إن قيادتنا كلها تشعر بقلق بالغ إزاء إصرار الحوثيين على ضربنا ظاهريا – ضرب أصدقائنا – في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما يفعلونه بشكل أفضل”.

وقال ليندركينج “لقد أسقطنا كل ما أطلقوه علينا تقريبا”. لكن هذا تهديد متطور. وأضاف أن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه “شيطاني”.

اليمن لاعب رئيسي في المنطقة

ما ورد في التقرير الأمريكي يؤكد أن الجيش اليمني، بقيادة أنصار الله، نجح في فرض معادلة جديدة في البحر الأحمر، تتحدى الهيمنة الغربية وتبرز قدرات يمنية عسكرية متقدمة قادرة على تغيير موازين القوى الإقليمية والدولية.

فهذه العمليات ليست مجرد رسائل عسكرية، بل تعبير عن تضامن عملي مع قضايا المنطقة، وإثبات أن اليمن أصبح لاعبًا رئيسيًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومناصرة محور المقاومة.

قد يعجبك ايضا