الولايات المتحدة تستخدم الفيتو لحماية الاحتلال الإسرائيلي وتُجهض قراراً لوقف الإبادة الجماعية في غزة
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في خطوة تعكس انحيازاً صارخاً للاحتلال الإسرائيلي على حساب الأرواح البريئة في قطاع غزة، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين المحاصرين.
مشروع القرار، الذي حظي بتأييد 14 عضواً من أصل 15 في مجلس الأمن، كان يهدف إلى إنهاء الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي للعام الثاني على التوالي بحق المدنيين في قطاع غزة. لكن الولايات المتحدة، الدولة الدائمة العضوية، أصرت على عرقلة القرار، ضاربة عرض الحائط بالمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
تواطؤ أمريكي مع الاحتلال ضد المدنيين
مشروع القرار المرفوض من قبل واشنطن دعا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، خاصة ما يتعلق بحماية المدنيين العزل، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون. كما شدد على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك المناطق الشمالية المحاصرة التي تواجه ظروفاً كارثية. لكن الموقف الأمريكي كشف عن دعم مستمر لسياسات الاحتلال التي تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط حقوقه في الحياة.
انحياز أعمى على حساب العدالة
بينما تعيش غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، تقف الولايات المتحدة كحائط صد أمام أي جهود دولية لإنقاذ المدنيين، في تناقض واضح مع شعاراتها الزائفة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. دعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي يجعلها شريكاً مباشراً في جرائم الحرب التي ترتكب في غزة، في وقت تصاعدت فيه الدعوات العالمية لمحاسبة الاحتلال ووقف العدوان.
الفيتو الأمريكي: وصمة عار على الضمير العالمي
بإسقاط مشروع القرار، لم تكتفِ واشنطن بحماية آلة الحرب الإسرائيلية، بل عمقت معاناة أكثر من مليوني إنسان محاصر في غزة، يعيشون دون كهرباء أو مياه نظيفة أو خدمات صحية، ويواجهون قصفاً متواصلاً يستهدف حتى الملاجئ والمدارس والمستشفيات.
العالم اليوم يشهد على دور الولايات المتحدة كعراب للعدوان الإسرائيلي، حيث يُستخدم الفيتو لإدامة الظلم والقهر، تاركاً الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة آلة الحرب المدعومة بأموال وسلاح أمريكي. ومع كل يوم يمر، يثبت الموقف الأمريكي أنه ليس مجرد داعم للاحتلال، بل شريك في جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
أين العدالة؟ وأين الإنسانية؟ أسئلة باتت تُطرح على المجتمع الدولي، الذي أصبح عاجزاً أمام الهيمنة الأمريكية على قرارات الأمم المتحدة، مما يهدد النظام العالمي ويؤسس لمرحلة خطيرة من غياب القانون والعدالة.