أزمة ثقة متزايدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقاعدته الشعبية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
تلقى المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، صفعة قوية يوم الأربعاء، مع فشله في تنظيم تظاهرات دعا لها في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، في خطوة كانت تهدف إلى توجيه رسائل احتجاجية ضد الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. لكن الشوارع، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن، خلت من أي مظاهر احتجاجية، مما سلط الضوء على أزمة ثقة متزايدة بين المجلس وقاعدته الشعبية.
وعود جوفاء وغياب الحشد
رغم دعوة قيادات المجلس في اجتماع مساء الثلاثاء لمؤسسات ونقابات مدنية وعسكرية للمشاركة في التظاهرات، إلا أن حالة الإحباط العام تجاه أداء المجلس بدا أنها لعبت دوراً حاسماً في فشل الدعوة. تفاقم الأزمات الاقتصادية، بما في ذلك انهيار العملة، تدهور الخدمات، وانقطاع المرتبات، كان من المفترض أن يكون دافعاً لانفجار شعبي، لكن النتائج كانت عكسية.
فساد القيادات يقوض الثقة
يرجح مراقبون أن الغياب الشعبي عن دعوات الانتقالي يعكس تآكلاً في مصداقيته، بعد أن تلاشت شعاراته الرنانة أمام ممارسات قياداته التي يصفها البعض بالفساد والانغماس في المصالح الشخصية. تفجرت هذه الانتقادات مع إعلان عضو قيادة المجلس، فادي باعوم، عن عمليات تهريب واسعة للعملات الأجنبية عبر مطار عدن، واتهامه لقيادات بارزة في المجلس بالتورط، من بينها أسماء مرتبطة بمصارف مثل بنك القطيبي، الذي يمتلك عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، حصة كبيرة فيه.
ردود أفعال غاضبة من الداخل
هذا الإعلان أثار غضباً داخل التحالفات الجنوبية، حيث انتقد سالم بن سميدع، أحد أبرز حلفاء الانتقالي في حضرموت ورئيس كتلة حلف حضرموت، هذه الفضائح، واصفاً إياها بأنها تؤكد عجز المجلس عن تحمل مسؤولياته كسلطة أمر واقع. الانتقادات المتصاعدة داخل المعسكر الجنوبي تشير إلى تصدعات داخلية تهدد بتقويض وحدة المجلس.
انقسامات داخلية وتحديات سياسية
تزامناً مع فشل الحشد الشعبي، يواجه المجلس أزمة داخلية عميقة، خصوصاً بعد قرار الزبيدي السماح بعودة قوى يمنية معارضة، مثل حزب الإصلاح، للعمل في عدن تحت مظلة “التكتل الوطني للأحزاب”. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً واعتبره البعض تنازلاً عن مشروع الانفصال لصالح تقاسم السلطة، مما دفع كثيرين للتساؤل عن مستقبل المجلس.
اختبار البقاء أمام الانتقالي
فشل المجلس الانتقالي في حشد الجماهير هذه المرة يعكس بداية مرحلة حرجة في تاريخه، حيث يبدو أن رصيده الشعبي والسياسي آخذ في التراجع. ومع استمرار الأزمات الاقتصادية وتصاعد الخلافات الداخلية، يواجه المجلس تحدياً وجودياً قد يعيد تشكيل الخارطة السياسية في جنوب اليمن.