هبوط طائرة شحن عسكرية أمريكية في مطار عتق هل هو خطوة اولى نحو تفجير الحرب ضد صنعاء برياً دعماً لإسرائيل؟
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
هبطت طائرة شحن أمريكية في مطار عتق بمحافظة شبوة في وقت متأخر من ليلة الأحد – الإثنين، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في الأجواء اليمنية، مما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الرحلة العسكرية المشبوهة. هذه الحادثة تأتي في وقت حساس جداً، وسط تقارير تشير إلى سعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لنشر المزيد من القوات الأمريكية في اليمن، في خطوة قد تعزز تواجدها العسكري في مناطق استراتيجية بالجنوب الشرقي للبلاد.
الوجود العسكري الأمريكي في اليمن: تصعيد وتوسع
تعتبر هذه الحادثة واحدة من عدة مؤشرات على التوسع العسكري الأمريكي في اليمن، والذي يثير القلق في أوساط المتابعين. منذ بداية التدخل العسكري الأمريكي في اليمن، شهدت المناطق الجنوبية خصوصاً تزايداً في وجود القوات الأمريكية، التي تواصل فرض سيطرتها على منابع النفط والغاز في شرق البلاد. وتشير المصادر إلى أن القوات الأمريكية تدير عمليات نهب الموارد الطبيعية في شبوة وحضرموت، بالإضافة إلى تمركزها العسكري في مناطق أخرى مثل لحج.
الهبوط المفاجئ للطائرة في مطار عتق يأتي في إطار هذا السياق، ويثير تساؤلات حول حمولتها التي لم تُكشف حتى الآن. بحسب بعض التقديرات، قد تكون الطائرة قد نقلت معدات عسكرية أو خبراء أجانب، في وقت حساس تشهد فيه اليمن تصعيداً في العمليات العسكرية، خاصة في البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية. وتشير التقارير إلى أن هذه الطائرات قد تكون قد نقلت خبراء عسكريين ضمن خطة أمريكية لدعم القوات اليمنية الموالية للتحالف، وتدريبها على مواجهة تصعيد محتمل ضد قوات صنعاء.
الولايات المتحدة والتصعيد البحري: إهانة للقوة البحرية الأمريكية؟
من المؤكد أن تحليق الطائرات الأمريكية، إلى جانب العمليات العسكرية المتزايدة في البحر الأحمر، لا يمكن فصله عن التصعيد في العمليات ضد السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية. فاليمن قد كثف من هجماته البحرية، حيث استهدفت العمليات اليمنية السفن الحربية الأمريكية والبارجات الإسرائيلية، مما شكل إهانة كبيرة للقوة العسكرية الأمريكية التي تتباهى بقدراتها البحرية المتفوقة. هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما قد يدفع إدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة، ربما تشمل نشر مزيد من القوات أو دعم الحلفاء المحليين في اليمن.
التواطؤ المحلي في مواجهة السيادة اليمنية
القلق المتزايد من التصعيد الأمريكي يترافق مع الاتهامات المستمرة بأن حكومة رشاد العليمي ومن معه، والهيئات السياسية التي شكلها التحالف السعودي الإماراتي، من مجلس رئاسي ومجلس انتقالي، قد سلمت المحافظات الجنوبية للمحتلين الجدد، ما سمح بالتوسع الأمريكي في تلك المناطق. هذه الخطوات تأتي وسط تقارير تفيد بأن هذه القوات المحلية التي تعمل بتوجيه من التحالف السعودي الإماراتي قد تكون متورطة في تسهيل العمليات العسكرية الأمريكية، مما يعزز السخط المحلي ويزيد من تعقيد الوضع الأمني.
يبدو أن الهبوط المفاجئ للطائرة الأمريكية في مطار عتق هو جزء من استراتيجية أكبر لإعادة رسم خريطة النفوذ في اليمن، حيث تزداد التحركات العسكرية الأمريكية بشكل لافت. ومع استمرار التصعيد العسكري في البحر الأحمر والعمليات اليمنية المستهدفة للسفن الحربية، قد يكون هذا الإنزال بداية لمزيد من التوترات العسكرية التي قد تشعل المواجهات في الساحة اليمنية، خصوصاً في ظل حالة من التواطؤ المحلي مع القوى الأجنبية التي تواصل انتهاك السيادة اليمنية.