جمعية البحرية الأمريكية: الحوثيون يحققون تقدمًا في البحر الأحمر رغم التفوق العسكري الأمريكي
ترجمات خاصة – المساء برس|
تتزايد التساؤلات حول فعالية القوة البحرية الأمريكية في مواجهة التهديدات المتزايدة من الحوثيين في البحر الأحمر، بعد أن أكدت تقارير من موقع usni.org وهو الموقع الرسمي لجمعية البحرية الأمريكية، أن القوات البحرية العاملة في منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي فشلت في وقف الهجمات اليمنية، رغم الضربات العسكرية المتعددة التي وجهتها الولايات المتحدة للجماعة. ورغم أن الحوثيين يعتبرون أقل شأناً من حيث القدرات القتالية مقارنة بالقوى الغربية، إلا أنهم تمكنوا من فرض تحديات كبيرة على الأمن البحري في المنطقة.
ووفقًا لتقارير متعددة، بما في ذلك مقال في وول ستريت جورنال، فإن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر يبدو أنه قد فشل في مهمته، مما دفع العديد من المحللين إلى القول إن الحوثيين أصبحوا الآن القوة المسيطرة في هذه الممرات البحرية الحيوية. وقد أثيرت تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية البحرية الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد فشل العمليات العسكرية في تقييد الهجمات الحوثية.
وقالت الجمعية إن العمليات العسكرية في البحر الأحمر تحمل تكاليف باهظة، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي. ففي الوقت الذي تكبد فيه التحالف الدولي خسائر كبيرة من حيث الأسلحة والموارد، فإن السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية المتنازع عليها تتعرض لزيادة في تكاليف التأمين وتأخيرات في العبور. كما أن التهديدات الحوثية تسببت في مخاوف بيئية بعد تعرض ناقلة النفط اليونانية “MV Sounion” لتسرب نفطي قبالة سواحل اليمن في أغسطس/آب الماضي.
ووفقًا للتحليل العسكري، فإن “الحوثيين قد نجحوا في جعل عملية الحماية البحرية أكثر تكلفة من عملية الهجوم، حيث أن تكلفة فرض القيود على حركة التجارة البحرية أصبحت أكبر من تكلفة الهجمات نفسها. وهذا يشبه التكتيك الذي استخدمه الألمان في معركة الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تمكّن الألمان من استنزاف موارد الحلفاء من خلال تهديداتهم المستمرة للتجارة البحرية”.
وأضاف تقرير الجمعية أن “هذه التطورات تشير إلى أن الحوثيين قد حققوا مكاسب استراتيجية في البحر الأحمر، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها فرض السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الاستراتيجية. وبينما يستمر الحوثيون في تنفيذ هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل ودول التحالف، تزداد الضغوط على الولايات المتحدة لإنهاء العمليات البحرية في المنطقة، وهو ما قد يتيح للحوثيين فرض شروطهم على حركة الملاحة البحرية الدولية”.