تحليل: ستيفن ويتكوف ودعمه للاحتلال الإسرائيلي من خلال منصبه كمبعوث ترامب للشرق الأوسط
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في خطوة تثير تساؤلات حول سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، أعلن في 12 نوفمبر 2024 عن تعيين ستيفن ويتكوف، المستثمر العقاري ورجل الأعمال المولود في عائلة يهودية، ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط. هذا التعيين يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة ترامب تجاه المنطقة، ويؤكد على توجهه الثابت نحو دعم الاحتلال الإسرائيلي.
نظرة عامة على شخصية ستيفن ويتكوف
وُلد ستيفن تشارلز ويتكوف في 15 مارس 1957 في حي برونكس بنيويورك، لعائلة يهودية، مما يضعه في موقع فريد من نوعه للتأثير على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. وقد أسس ويتكوف مجموعة “ويتكوف” العقارية في عام 1997، والتي أصبحت من الشركات البارزة في قطاع العقارات. على الرغم من كونه ليس من الخبراء الدبلوماسيين في منطقة الشرق الأوسط، فإن ارتباطه القوي بالحركة الصهيونية وعلاقاته الوثيقة مع شخصيات بارزة في إسرائيل قد يجعله عنصراً مؤثراً في تشكيل سياسات ترامب تجاه المنطقة.
الدور المحوري لويتكوف في دعم إسرائيل
منذ بداية النزاع الإسرائيلي في قطاع غزة في أكتوبر 2023، ظهر ويتكوف كأحد أبرز المدافعين عن سياسة ترامب المؤيدة لإسرائيل. كان من أول الداعمين لموقف ترامب الذي تبنى سياسة مؤيدة بشكل كامل للخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في هذا السياق، عمل ويتكوف على حشد الدعم من مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترامب، خاصة بعد أن اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن قراراً بتعليق شحنات أسلحة هامة إلى إسرائيل، مما أثار استياء العديد من المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة.
تأثير علاقاته الشخصية مع ترامب
وتعتبر العلاقة الشخصية بين ترامب وويتكوف عاملًا آخر يبرز من خلال هذا التعيين. فقد كان ويتكوف شريكًا مقربًا لترامب في لعبة الجولف، حيث التقى معه في نادي ترامب في ولاية فلوريدا في أكثر من مناسبة، مما يعكس الروابط الشخصية العميقة بين الرجلين. كما أن ويتكوف، الذي شارك في تمويل حملات ترامب الانتخابية، قدم دعماً مالياً كبيراً للحزب الجمهوري، حيث تبرع بأكثر من مليوني دولار لدعم مجموعات العمل السياسي المؤيدة لترامب.
ويتكوف في مواجهة النقد الدبلوماسي والسياسي
على الرغم من افتقاره إلى الخبرة الدبلوماسية في الشرق الأوسط، أثبت ويتكوف نفسه كأحد المدافعين الأقوياء عن مواقف ترامب تجاه إسرائيل. فقد حضر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس في يوليو 2024، الذي انتقد فيه بعض الديمقراطيين الذين اعترضوا على سياسة الحرب الإسرائيلية في غزة. في هذا السياق، صرح ويتكوف بأن خطاب نتنياهو كان “روحانيًا” وأشاد بموقفه، معتبرًا أن ردود فعل الديمقراطيين كانت مخيبة للآمال.
مشاركة ويتكوف في قضايا ترامب القانونية
لم يكن دور ويتكوف مقتصرًا على السياسة الخارجية فقط، بل شمل أيضًا قضايا قانونية محورية بالنسبة لترامب. ففي نوفمبر 2024، كان ويتكوف الشاهد الأول الذي استدعاه محامو ترامب في محاكمة الاحتيال التي رفعها المدعي العام في نيويورك ضد الرئيس السابق. ورغم أن شهادته لم تكن محورية في القضية، إلا أن مشاركته تسلط الضوء على الروابط الوثيقة بينه وبين ترامب في مختلف المجالات.
خلاصة واستنتاج
تعيين ستيفن ويتكوف كمبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل هو مؤشر على استمرار توجه ترامب في دعم الاحتلال الإسرائيلي. من خلال علاقاته القوية مع القيادات الإسرائيلية ودعمه المالي الكبير لحملات ترامب، يعزز ويتكوف موقف الرئيس الأمريكي من القضايا الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة تحت قيادته.