تصريحات مسؤولين أمريكيين تكشف تخبط واشنطن في مواجهة الهجمات اليمنية وتداعياتها على سمعتها العسكرية

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

وضع الهجوم اليمني القوي حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” تحت تهديدات حقيقية كما كشف التطورات التي لحقت بالإعلان اليمني عن الهجوم مدى التخبط الأمريكي في مواجهة ضربات اليمن وتظاعياتعا.

وفي تطور مثير، أعلنت القوات المسلحة اليمنية امس الثلاثاء عن تنفيذ هجومين قويين على المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب، أحدهما استهدف المدمرة “أبراهام لينكولن” في بحر العرب.

هذه الهجمات جاءت بعد أن توفرت لدى القوات اليمنية معلومات استخبارية دقيقة تفيد بأن السفن الأمريكية كانت تتحضر لشن هجوم جوي على اليمن، مما دفع القوات المسلحة اليمنية لاتخاذ قرار هجومي استباقي.

وبعد الهجوم اليمني الناجح، كشفت مصادر أمريكية إعلامية عن اتخاذ قرار بنقل حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى خارج المنطقة في منتصف نوفمبر الجاري وإعادتها للولايات المتحدة، مما يشير إلى تراجع حاسم في قدرة الولايات المتحدة على المناورة في الشرق الأوسط.

هذا القرار يأتي بعد أن وُجهت ضربات صاروخية دقيقة استهدفت الحاملة، ما دفع واشنطن إلى إعادة النظر في وجودها العسكري بالمنطقة.

وفي تصريح رسمي، أقر السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية اللواء رايدر، بأن القوات اليمنية شنت هجومين على حاملة الطائرات لينكولن في اللحر العربي وعلى مدمرتين امريكيتين في البحر الأحمر، لكنه زعم إن “قوات القيادة المركزية الأمريكية تصدت بنجاح لهجمات متعددة شنها الحوثيون، شملت ما لا يقل عن ثمانية طائرات مسيرة وصواريخ باليستية مضادة للسفن”. وأضاف رايدر أن الهجمات على المدمرتين “تم التعامل معها بنجاح”، في إشارة إلى محاولة الظهور بمظهر القوة، رغم أن الواقع على الأرض يظهر أن القوات الأمريكية عجزت عن منع الضربات الموجهة ضد أهدافها الاستراتيجية، حيث اقر بوقوع الهجوم على حاملة الطائرات حين اجاب على احد الصحفيين بالقول نعم وقع الهجوم، ثم في وقت لاحق خلال المؤتمر الصحفي حاول السكرتير الصحفي للبنتاغون الهروب من التعليق على الهجوم على لينكولن.

ورغم تصريحات رايدر، فإن ما يلفت الانتباه هو غياب أي إشارة أو تأكيد من قبل البنتاغون حول الهجوم الاستباقي على حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، ما يثير تساؤلات حول حقيقة الوضع العسكري الأمريكي في المنطقة. فالتكتم الأمريكي على الهجوم والخسائر التي تعرضت لها سفنها قد يعكس تخبطًا وحالة من الهلع في صفوف القيادة العسكرية الأمريكية التي لم تستطع مجابهة القوة المتزايدة للقوات اليمنية، وهذا ما يتضح من خلال التكتم الأمريكي على ما حدث والاضطرار لاحقاً للإقرار بوقوعه بعد أن كشفت صنعاء تفاصيل الهجوم، ما يعني أن. اشنطن كانت تعتزم التستر على الهجوم وابتلاع الهزمية على امل أن لا تعلن صنعاء عن هذه العملية، حيث تحرص واشنطن على الحفاظ على سمعتها أكثر من الحفاظ على موازين الردع التي بدأت تفقدها منذ نحو عام تقريباً.

وفي وقت يتواصل فيه صمود القوات اليمنية وتطور قدراتها الهجومية، يُظهر هذا الهجوم أن الولايات المتحدة أصبحت عاجزة عن السيطرة على مسرح العمليات في الشرق الأوسط. فالتفوق العسكري الذي طالما تباهت به واشنطن بدأ في التراجع، ولم يعد بمقدورها فرض هيمنتها على المنطقة كما كانت تفعل في السابق.

وبينما تسحب الولايات المتحدة حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” بعيدًا عن المنطقة، يواصل اليمن تعزيز مواقعه العسكرية، مستعرضًا قدرات صاروخية متقدمة وطائرات مسيرة قادرة على تهديد أكبر القواعد العسكرية في المنطقة. هذا الوضع يشير بوضوح إلى أن القوى اليمنية أصبحت تمتلك القدرة على فرض معادلة جديدة، لا يمكن للولايات المتحدة تجاهلها بعد اليوم وخاصة مع صعود إدارة جديدة للبيت الأبيض بقيادة ترامب والاي اعتبر مراقبون العملية اليمنية الأخيرة بمثابة رسالة قوية لترامب وإدارته بأنه لن يتغير شيء بعودته للبيت الأبيض وأن الموقف اليمني ثابت في استراتيجيته العسكرية وجبهة إسناده لغزة ولبنان طالما استمر العدوان الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا