بعد ضرب تل أبيب .. هل أدركت السعودية كم هي صغيرة أمام إيران؟ وهل ستسفيد من درس اليمن؟
متابعات خاصة – المساء برس .. هاشم الدرة|
يبدوا أن الضربة التي وجهتها إيران لتل أبيب كانت رسالة قوية ومفيدة للسعودية بقدر ما كانت رادعة للكيان الصهيوني.
تلك الضربة كشفت الكثير من الحقائق لدول الخليج وعلى رأسها السعودية حيث أكدت أنه لا يوجد شيء اسمه قبة حديدية ولا صواريخ أو أنظمة دفاع أمريكية أو إسرائيلية يمكنها قفل المجال الجوي أمام أي استهداف تنفذه أي دولة على كيان العدو وهو ما سبق وأن أثبتته صنعاء وحزب الله، لكن ضربة إيران انهارت معها كل تلك الهرطقات الإعلامية لأنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية الأمريكية.
هذه الضربة جعلت السعودية تراجع حساباتها، تجاه إيران، فإذا كان هذا هو حال “إسرائيل” ربيبة أمريكا، فكيف سيكون مصير المملكة فيما لو تجاوزت حدودها التي بدت أنها صغيرة جدا بالمقارنة مع قرينتها “إسرائيل”.
ومع أن درس اليمن كافيا لكي ترعوي السعودية عن غيها، تجاه اليمن، غير أن المغامرة السعودية في مرحلة التصعيد مع إيران ودعاوى أن اليمن تحارب بالنيابة عن إيران، كشفت ما كانت السعودية متورطة فيه، لأن الفارق كبير بين قوة تم تأسيسها منذ ما يقارب 45 عاما، وقوة ناشئة كونت نفسها في ظروف قاسية وحرب استطاعت أن تحتويها لمدة عشر سنوات ومع ذلك خرجت فيها منتصرة.
لهذا فإن التجربة التي مر بها كيان العدو الصهيوني، مع قوة إيران الصاروخية الضاربة، جعلت ابن سلمان يحمد الله على وساطة بكين والتهدئة التي تمت بين البلدين، وعودة العلاقات والسفارات، واليوم نرى تزلفا حقيقيا من السعودية تجاه إيران تداركا للخطأ الفادح الذي كانت قد وقعت فيه بتوريط أمريكي.
رسائل سلام وود يبعثها محمد ابن سلمان للرئيس الإيراني الراحل والحالي ولقاءات متواصلة بين قيادات البلدين السياسيين والعسكريين وابرام اتفاقيات ثنائية لم تتوقف منذ إعلان التهدئة جميعها مؤشرات تدل على أن السعودية قد فهمت الدرس وعرفت حجمها الحقيقي أمام القدرات الإيرانية كما فعلت ذات الأمر بالنسبة لليمن.
وهنا يطرح السؤال.. هل ستجرأ السعودية في الدخول في مغامرة جديدة مع اليمن، بإيعاز أمريكي في إطار الدفاع عن إسرائيل، والسؤال ذاته للإمارات؟؟ وهل ستجدد السعودية استخدام ذات اللهجة والتصعيد السياسي مع إيران بذريعة دعمها لليمن، في قادم الإيام التي لا يمكن التكهن بمفاجآتها مع عودة الرئيس الذي جرد السعودية من كل معاني الكرامة والسيادة، وعراها أمام العالم وسماها بالبقرة الحلوب؟؟