الانقلاب القطري على حماس بدأ من قبل عام من الآن
خاص – المساء برس|تقرير: يحيى محمد الشرفي|
نشرت وكالة “رويترز” تقريراً كُشف فيه عن بدء إبراز الدور القطري الوظيفي الذي رسمته الولايات المتحدة الأمريكية للدوحة فيما يخص حركة المقاومة الفلسطينية حماس ومكتبها السياسي الذي تستضيفه الدوحة منذ سنوات.
وجاء في التقرير ان مسؤولاً قطرياً صرّح للوكالة أن قطر لم تعد ترى في بقاء المكتب السياسي لحماس في الدوحة أمراً مجدياً، وأن قطر انسحبت من الوساطة المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى وأن قطر تحمل المسؤولية كلاً من حماس والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إفشال الوساطات والتصلب في مواقفهما.
اللافت أن قناة الجزيرة القطرية أعادت نشر ما تناوله التقرير نقلاً عن رويترز على شكل أخبار عاجلة، وهو ما يعني أن التوجه القطري حالياً والذي تحدثت عنه رويترز حقيقي، وهو ما يعني أيضاً أن قطر قررت إخراج المكتب السياسي لحماس من أراضيها، في خطوة برزت الدور الوظيفي الذي كانت تلعبه قطر بتوجيهات أمريكية لمصلحة أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، كما أن الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة هو أيضاً برغبة وضوء أخضر أمريكي وليس عن قناعة ورغبة قطرية نابعة من الجانب الإنساني والعربي مع الشعب الفلسطيني، ولكن عن رغية أمريكية كي تبقي واشنطن على خط إعلامي مؤثر على الشعوب العربية في يدها يكون بمثابة الغطاء التظليلي للدور الوظيفي الذي يُطلب من الدوحة أن تلعبه.
وقبل عدة أشهر كانت تسريبات قد خرجت للإعلام تحدثت ان قطر لوّحت لحركة حماس بإخراج مكتبها السياسي من قطر، لكن وعلى ما يبدو تم التراجع عن هذا القرار وهو ما دفع المسؤولين في المكتب السياسي لحماس إلى الخروج والإعلان عن عدم تلقيهم أي طلب رسمي من قطر بهذا الأمر، وليستمر الوضع على حاله حتى اليوم، والذي يجري فيه الحديث بقوة عن قرارات قطرية بإخراج المكتب السياسي لحماس من الدوحة وانسحاب قطر من الوساطة وانقلاب قطر على حماس واصطفافها مع الاحتلال الإسرائيلي كما هو الحال مع السعودية والإمارات والأردن ومصر الخلفاء للاحتلال الإسرائيلي وداعميه وشركائه في المجازر المرتكبة إسرائيلياً بحق مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
وأشارت مصادر سياسية إلى أن الحديث عن تخلي قطر عن استضافة المكتب السياسي لحماس ليس وليد اللحظة وأن مؤلف كتاب الحرب الذي صدر قبل أكثر من أسبوعين، كشف في سياق ما كشفه عن الأدوار الوظيفية لبعض زعماء الدول العربية المتصهينين، أن وزير الخارجية الأمريكي منذ بداية العدوان على غزة كان على اتفاق مع أمير دولة قطر تميم بن حمد ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن يتم إخراج المكتب السياسي لحماس من الدوحة بعد انتهاء الحرب على غزة وبعد التوقيع على صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين، وخلال ما كشفه مؤلف كتاب الحرب أشير أيضاً إلى أن تميم بن حمد أكد لبلينكن وزير الخارجية الأمريكي أنهم كدولة قطر غير راضين ورافضين لما فعلته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، وأنه حينها جرى الاتفاق على أن تبقي قطر خط اتصالها واستضافتها لسياسي حماس بينما يتم الوصول لاتفاق ومن ثم إخراج المكتب من الدوحة وهو ما لم يعترض عليه أمير قطر.
ويرجح مراقبون أن تكون قطر وبسبب وجود القاعدة الأمريكية الأكبر في المنطقة لديها “قاعدة العيديد العسكرية” قد تعرضت لضغوط قوية من قبل إدارة بايدن التي لا تزال تمارس مهامها من البيت الأبيض وستستمر حتى ٢٠ يناير المقبل من أجل اتخاذ هذا الموقف المعادي لحماس بسبب رفض حماس الرضوخ لشروط صفقة تبادل الأسرى حسب الاشتراطات الإسرائيلية، ولا تزال التكهنات أن إدارة بايدن تريد الخروج من البيت الأبيض وقد حققت أي اتفاق بشأن غزة والاحتلال الإسرائيلي بأي ثمن وتحت أي سقف او شروط.
الموقف القطري أثار استياء الشارع العربي الذي يرى له بأنه كشف قناعاً آخر من أقنعة زعماء الدول العربية المتحالفة سراً او علنا مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ضد المقاومة الفلسطينية، في حين طالب نشطاء وسياسيون من المكتب السياسي لحركة حماس ببحث خيارات بديلة عن قطر ومن بين اقوى الخيارات الاتجاه لليمن الذي كان له دوراً قوياً جداً في إسناد المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان وهو أفضل بلد آمن لقيادات حماس السياسيين المقيمين في قطر المهدظين بالتخلي عنهم تلبية لتوجيهات البيت الأبيض.