أشكال المعاناة الفلسطينية
محمد بن عامر – وما يسطرون – المساء برس|
مثلما تعاني غزة من العـدوان والحصار، تعاني الضفة الغربية والقدس أيضًا من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واعتقالات جماعية.
وثقت مصادر فلسطينية استمرار حملة الاعتقالات التي أسفرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عن اعتقال 18 فلسطينيًا، بينهم سيدة، مما يرفع ذلك عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر إلى 11600 فلسطيني.
وترافقت هذه الاعتقالات مع اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات تخريب واسعة النطاق، وتدمير المنازل، وهو ما يمثل تهديد مستمر لأمن وسلامة المدنيين الفلسطينيين.
يتزامن ذلك مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والحصار الاقتصادي الخانق الذي يعزل القطاع عن العالم الخارجي، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية الضرورية، مما يفاقم من معاناة الفلسطينيين هناك أكثر فأكثر.
إخواننا في فلسطين المـحـتــلة يواجهون عدوانًا متعدد الأوجه، يمتد إلى مراحل خطيرة كـ الخناق السياسي الذي يمارسه البعض من أشقائهم العرب خدمةً للغزاة من أجل إجبار المغزوين على قبول شروط مفروضة، تنكر حقهم في تقرير المصير والمقاومة المشروعة للاحــ ــتلال.
علاوة على ذلك، تأتي محاولات حجب الحقيقة، والاستهداف المباشر للصحافة والصحفيين، كجزء من استراتيجية أوسع تستخدم لتفكيك الرواية الفلسطينية والتقليل من تأثيرها على الرأي العام العالمي.
وتوازيًا مع مساعي العزل، إلى جانب استخدام تكتيكات الحرب النفسية، تهدف هذه الممارسات عمومًا لإحداث انهزام نفسي ينتهي بالتراجع والإحباط والاستسلام للأمر الواقع.
إذن، العـ ـدوان الإســ ــرائيلي يتخذ أبعاداً متعددة، وبالتالي فإن فهم حجمه وتداعياته يتطلب النظر إلى جميع جوانبه، والحديث عن هذه الجوانب، والربط فيما بينها، بما يشمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية والثقافية، على قدر ما تتضمنه مخططات العـ ـدو الاستعـ ـمارية والتوسـ ـعية المتغلغلة في توجهاته وتحركاته العدائية تجاه الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية على حد سواء.
من حائط الكاتب على منصة “إكس”