كيف يقرأ الإسرائيليون عودة ترامب إلى الرئاسة؟ (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتصدر عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض التحليلات في الصحف العبرية، والتي تقدم تقييماً متبايناً بين التفاؤل والحذر. تتنوع آراء المحللين الإسرائيليين حول تأثير رئاسة ثانية لترامب، الذي يعتبرونه شخصية غير متوقعة، تضع مصالحه الشخصية في المقام الأول، وقد لا تتوافق دائمًا مع مصالح إسرائيل الحالية.
ترامب المتقلب: أمل حذر في السياسة الخارجية
ينظر الإسرائيليون إلى ترامب باعتباره شخصية يصعب التنبؤ بتصرفاتها، حيث يُعرف بتقلباته وسعيه لتحقيق مصالحه الخاصة، مما يدعوهم إلى الحذر وعدم الاعتماد على دعم ثابت منه. يُعتقد أنه في حال عاد إلى الرئاسة، قد يعين شخصيات في مناصب رئيسية مثل وزير الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي، لديهم رؤية جديدة تتعلق بالصين والصراعات في الشرق الأوسط، وهو ما قد يجذب انتباه واشنطن نحو المنطقة مرة أخرى.
الخيارات تجاه إيران: العقوبات والمفاوضات
تشير التحليلات إلى أن ترامب قد يلجأ إلى وسيلتين للتعامل مع طموحات إيران النووية؛ إما بفرض عقوبات اقتصادية جديدة، التي أثبتت محدوديتها في السابق، أو بالعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. ومع ذلك، يرون أن ترامب قد يتخذ موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران، مما قد يفتح الباب لدعم أمني أكبر لإسرائيل وتوسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية إضافية.
علاقة مميزة ولكن ليست مضمونة
على الرغم من أن ترامب يحظى بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين، حيث تؤكد استطلاعات الرأي تأييد 67% من الجمهور الصهيوني له، إلا أن هناك قلقاً من أن إعادة انتخابه لا تضمن “ضوءاً أخضر” كاملاً لحكومة نتنياهو. فالتحليلات تبيّن أن ترامب قد يضغط على إسرائيل لتحديد فترة زمنية واضحة لأي تصعيد عسكري في المنطقة، مطالباً بإنهاء العمليات العسكرية في غضون شهرين من بدء ولايته الثانية.
فرص لتعزيز المستوطنات وخطط الضم
توقعات قادة المستوطنين تشير إلى تفاؤل كبير بعودة ترامب، حيث يتطلعون إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بل وحتى بناء مستوطنات جديدة في غزة. ويرى البعض أن ترامب قد يساعد على تسهيل هذه الخطط، نظراً لسياسته السابقة الداعمة للمستوطنات، في ظل غياب الضغط السياسي الذي كان يمارسه بايدن.
الانقسام الداخلي وضرورة الواقعية
في حين يحتفل البعض بفكرة عودة ترامب، ينظر آخرون بقلق إلى نزعة الانفصال المتزايدة لدى الجمهوريين، والذين يرفضون رؤية الولايات المتحدة كـ”شرطي العالم”، ويفضلون تقليص المساعدات الخارجية، ما قد يحد من الدعم الأميركي لإسرائيل.
تجاذب الآراء بين التفاؤل والقلق
يعبر انقسام الآراء حول ترامب عن الشرخ الواضح في المجتمع الإسرائيلي. ففي حين يرى البعض أن عودة ترامب تشكل “فرصة تاريخية” لمزيد من الحسم تجاه إيران وتحقيق إنجازات على الأرض، يحذر آخرون من الاعتماد الكامل عليه، حيث قد يكتشف نتنياهو لاحقاً أن ترامب ليس شريكاً كاملاً في بعض الطموحات الإسرائيلية، خصوصاً في خطط ضم الأراضي.
الخلاصة
في النهاية، يعكس الحذر الإسرائيلي من عودة ترامب قلقاً عميقاً حول مستقبل المنطقة والسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. وفي ظل الانقسام الإسرائيلي الداخلي والتغيرات المحتملة في السياسة الأميركية، يبدو أن نتنياهو وحكومته مضطرون للموازنة بين استغلال الفرص التي قد تتيحها رئاسة ترامب الثانية، والحذر من تقلباته وتحفظاته المحتملة، خصوصاً في قضايا المساعدات وتوسيع المستوطنات.