تقرير أفريقي: بجبهة إسنادهم لغزة.. الحوثيون يغيّرون معادلة البحر الأحمر ويتحدّون إسرائيل وأمريكا
خاص – المساء برس| رصد وتحرير: يحيى محمد الشرفي|
اعتبر موقع متخصص بالتقارير العسكرية في أفريقيا ويعمل من جنوب أفريقيا أن دخول اليمن خط المواجهة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد منذ أربعينيات القرن الماضي هو تصعيد جديد وغير مسبوق، مضيفاً إن أنصار الله نجحوا في فرض نفوذهم على البحر الأحمر، معتمدين على هجمات متواصلة بالطائرات المسيّرة والصواريخ التي تستهدف السفن التجارية وحركة الشحن البحري (للاحتلال الإسرائيلي).
وأضاف موقع (DefenceWeb) في تقريره الذي اطلع عليه وترجمه “المساء برس” إن هذا التحرك ليس موجهاً فقط إلى الأهداف الاقتصادية، بل يعكس استراتيجية أنصار الله لدعم المقاومة في غزة والضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه من خلال تعطيل ملاحته في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
أنصار الله.. السيطرة على باب المندب ورسالة لإسرائيل
وأورد التقرير “منذ أكثر من عام، بدأ الحوثيون بتنفيذ هجمات باستخدام طائرات مسيّرة وسفن مفخخة لاستهداف السفن المارة في مضيق باب المندب الاستراتيجي. بفضل قربهم الجغرافي وقدرتهم على الوصول للبحر الأحمر، بات الحوثيون يفرضون ضغطاً يومياً على حركة الشحن الدولية. هذه الهجمات أدت إلى إغلاق أجزاء واسعة من الممرات البحرية التقليدية، واضطرت السفن التجارية إلى التحوّل نحو رأس الرجاء الصالح، مما يتسبب في زيادة التكاليف ووقت الرحلات”.
ويضيف التقرير “الحوثيون مستمرون في هجماتهم، وتعتبر هذه العمليات بمثابة رسالة إلى إسرائيل مفادها أن الدعم الحوثي للمقاومة في غزة ليس بالكلمات فقط، بل بالفعل العسكري على الأرض. فكلما استمر الاحتلال بعملياته في غزة وجنوب لبنان، كلما ازدادت التوترات في البحر الأحمر، ما يجعل إسرائيل تواجه جبهة جديدة غير متوقعة من الجنوب”.
الحلفاء في موقف دفاعي وتراجع قواتهم
على الرغم من محاولة الولايات المتحدة وحلفائها نشر قوات بحرية للحد من التهديد اليمني، فإن جهودهم باءت بالفشل حتى الآن، “وأظهرت أن الرد الدولي محدود، حيث اكتفت القوات البحرية الغربية بمساعدة السفن التجارية دون أن تنجح في ردع الهجمات بشكل كامل. هذا الوضع أجبر بعض الدول، مثل ألمانيا، على إصدار أوامر لسفنها الحربية بتجنب البحر الأحمر وسلك مسار أطول حول رأس الرجاء الصالح، كما أشارت التقارير الأخيرة”.
أنصار الله والرسالة الاستراتيجية للعالم
وأشار الموقع إلى أن أنصار الله يرون في هجماتهم رسالة استراتيجية تهدف إلى كبح العمليات الإسرائيلية في غزة، واستنزاف التحالفات الإسرائيلية في المنطقة. وأضاف الموقع “ويعتبر خبراء أن هذا النشاط يعيد تشكيل خريطة التحالفات والأولويات، حيث تصبح إسرائيل مضطرة للتعامل مع تهديدات الحوثيين، بالإضافة إلى جبهات أخرى في لبنان وغزة”.
إلى أين يتجه البحر الأحمر؟
مع استمرار الحرب على غزة، وتصاعد الدعم اليمني للمقاومة، يرى الموقع الجنوب أفريقي أنه “لا يبدو أن الحوثيين سيتخلون عن استراتيجية الضغط على إسرائيل وحلفائها عبر البحر الأحمر، ومع عدم قدرة القوات البحرية الدولية على توفير ردع فعّال، قد يستمر هذا التوتر لسنوات قادمة”.