أزمة في التجنيد ورفض الحريديم يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام تحديات غير مسبوقة
فلسطين المحتلة – المساء برس|
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، إلى “نقص حاد في عدد الجنود المقاتلين” لدى “جيش الاحتلال الإسرائيلي”، ما يعكس تراجعًا ملحوظًا في أعداد المجندين الذين ينخرطون في صفوف القتال.
ويرتبط هذا التراجع بزيادة الإعفاءات، خصوصًا في صفوف “الحريديم”، وسط محاولات من الحكومة لتقديم مزيد من التسهيلات لهذا القطاع.
ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد شهدت السنوات الأخيرة انخفاضًا ثابتًا في أعداد المجندين الذكور بمعدل 1% سنويًا، في وقت تؤكد البيانات أن 33%، أو ما يقارب الثلث من الشباب الذكور الملزمين بالخدمة العسكرية، لم يصلوا إلى مراكز التجنيد مؤخرًا، فيما بلغ معدل التسرب خلال فترة الخدمة نحو 15%، إذ لم يكمل هؤلاء فترة تجنيدهم ولم ينضموا إلى الاحتياط.
إلى جانب ذلك، ارتفع عدد الإعفاءات لأسباب صحية ونفسية من 4% إلى 8%، ليصبح هذا السبب الأكثر شيوعاً للتسريح من الخدمة.
وتشير معطيات شعبة القوة البشرية إلى وجود نحو 18 ألف مقاتل و20 ألف من جنود الدعم القتالي في الاحتياط، لكنهم لا يستجيبون عند استدعائهم، ما يعمّق الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات قادة الألوية والكتائب في الاحتياط، الذين أوضحوا للواء يانيف عاشور، قائد شعبة القوة البشرية المنتهية ولايته، أن “المتهربين من التجنيد أصبحوا ظاهرة يصعب السيطرة عليها بالقوة”.
وأضافت أنه في ظل هذا الواقع، يحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 7 آلاف مجند بشكل عاجل، إلا أنه تمكن من تجنيد 1200 حريدي فقط من أصل 13 ألفاً كانوا مؤهلين للتجنيد. وتشير “يديعوت أحرونوت” إلى أن جيش الاحتلال يدرك أنه لن يحقق هدفه حتى لو أصدر أوامر تجنيد لآلاف آخرين من “الحريديم”، ما يتطلب تدخلاً حازماً من المستوى السياسي ووزير الأمن.
وفيما يتزايد الرفض داخل المجتمع الحريدي، يشهد الداخل الإسرائيلي تظاهرات متصاعدة ضد التجنيد الإجباري، حيث شهدت “تل هشومير” في “رامات غان” جنوب “تل أبيب”، مواجهات بين شرطة الاحتلال ومئات المتظاهرين من “الحريديم” الذين هتفوا “سنموت ولن نتجند”، وهي الشعارات التي تتكرر في كل احتجاج.
وتؤكد بيانات أولية من إذاعة جيش الاحتلال أن أقل من 4% من الحريديم قد التحقوا بالخدمة العسكرية منذ بدء حملة التجنيد الأخيرة في يوليو، ما يثير تساؤلات حول مستقبل التجنيد الإلزامي وفعاليته في ظل التحديات المتصاعدة.