امتلاكُ الدولة الإسلامية للسلاح النووي عزةٌ وقوة تُرهِبُ الأعداء

ق. حسين محمد المهدي – المساء برس|

مما لا ريبَ فيه أن الثقةَ بالله أقوى أمل، وأن التوكلَ على الله أزكى عمل، وأن الإيمانَ بالله والاعتصام بدينه عزة وفلاح، دل على ذلك قوله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انفصام لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

فأفضلُ الناس من تمسك بدينه، ولم تزل الشبهةُ يقينَه.

فالقوي من الناس من غلب هواه، وجعل من هدى الله هداه.

فأحسنُ العلم ما كان مع العمل، فعلمٌ لا ينفعُ كدواء لا ينجع.

فمن تمام العلم استعماله، ومن تمام العمل استقباله.

والإسلام هو دين العلم والعمل، فهو خيرُ الأديان، ومسك الختام، (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّـهِ الْإسلام)، وذروةُ سنامه الجهاد.

والجهادُ جِدٌّ واجتهاد، وقوة ونشاط، وقد عَنِيَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالإعداد له، بإعداد القوة التي تؤهل الجيوش الإسلامية لرد أي عدوان عليها؛ فذلك من تمام الإيمان.

فالمؤمن لا يداخله ريب في أمر الله ورسوله، وإعداد القوة، وبذل المال والنفس؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله، دل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولئك هُمُ الصَّادِقُونَ).

وقد فسّر نبيُّ الإسلام القوةَ التي يجبُ على المسلمين إعدادُها بـ (الرمي) بعد أن نزل عليه (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فقال: “أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ”.

فلا بدَّ من الإعداد للقوة، وفي زمننا هذا فَــإنَّ إعدادَ الصواريخ فرط صوتية، والقنابل النووية الذي تُرهِبُ الأعداءَ ضرورةٌ لا بُـدَّ منها.

فهَـا هي أمريكا و”إسرائيل” تملك رؤوسًا نووية تُعَرِّضُ وجود المسلمين وحياتهم للخطر.

وإعدادُ القوة يقتضي إعدادَ قذائف المدفعية والصاروخية بكل أنواعها.

القرآن مصرِّحٌ بذلك؛ فإذا كان العدوّ الصهيوني سيستخدم ذلك ركونًا منه إلى عدم امتلاك المسلمين سلاحًا رادعًا مقابلًا لسلاحهم، فَــإنَّ السعي لامتلاك هذا السلاح للردع والإرهاب، ضرورةٌ لا بُـدَّ منها.

من أجل سلامة المسلمين، فَــإنَّه يصير امتلاك المسلمين له من القوة الجهادية التي ينبغي للدولة الإسلامية أن تمتلكها.

فالإسلام عني بامتلاك المجاهدين للقوة، والحصول على الكفاءة والقدرة، التي تؤهل المجاهدين على استخدامها عند الضرورة.

فدعائم الجهاد هي: المال، والنفس، وحسن الاستعداد وإعداد القوة.

كما أن الثبات والاشتباك مع العدوّ وعدم الفرار ترهب العدوّ وتكون من أسباب النصر، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).

وكذلك إعداد القوة فإذا كانت قيادة المسلمين للحروب تتميز فلأنها تأخذ بما أمر الله به، وتتفوق؛ لأَنَّها تمتلك القوة التي ترهب العدوّ وتقض مضجعه، ولا تعتدي إلا على من اعتدى عليها، وحارب الإسلام والمسلمين.

فسبب الجهاد، هو رد عدوان أعداء الإسلام على بلدان المسلمين، كما هو الحاصل من قبل الصهيونية اليهودية في فلسطين، أَو محاربة المسلمين في عقيدتهم والضغط؛ مِن أجلِ إخراجهم منه، ولهذا أمر الحق سبحانه في كتابه بقتال المعتدين، قال تعالى: (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).

فالحرب إنما تكون لرد المعتدي، دون بغي أَو عدوان، فهو علاج تمليه الضرورة.

فالإسلام يقرّر أن السلم عِمَاد الحياة، وأصل العلاقة بين الأفراد والجماعات، والأمم والشعوب، فهو يطلب من غير المسلمين كف الشر والأذى، وعدم إثارة الفتن بين الناس.

فإذا أعلن العدوّ إيقاف الحرب، وكف عن الأذى، وعدم الاعتداء على المسلمين في أرضهم وعقيدتهم، ومآل إلى السلم وجب إيقاف الحرب، قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

ومع ذلك فهو لا يبيح قتلَ مَن لا يقاتل من الشيوخ والعجزة والنساء والأطفال، ولكن المسلمين إذَا ملكوا القدرة والعلم على تصنيع سلاح نووي يرهب العدوّ وجب عليهم أن يصنعوه، وأن يعلنوا ذلك؛ لإرهاب العدوّ.

فالإسلام دين القوة والعزة، فمن مقاصد الشريعة إظهار القوة للأعداء كي لا يطمعوا في حرب المسلمين.

فهذا نبي الإسلام يقول لأصحابه في عمرة القضاء “رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة”.

فإعلان امتلاك قوة الردع في ظروف الحرب التي يعيشها المسلمون فيه قوة تروع العدوّ وتقض مضجعه وتردعه، وتنال من عزيمته، وهو أمر فيه أجر كبير، وفيه حفظ لبيضة الإسلام، ولسلامة المسلمين، وفي امتلاك المسلمين سلاحًا نوويًّا إغاظة لعدوهم.

وقد أشار القرآن أن المجاهدين لا يطؤون موطئًا يغيظ الكفار أَو ينال العدوّ إلَّا كتب لهم عمل صالح، (وَلا يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).

فقادة الأُمَّــة الإسلامية مسؤولون أمام الله في التهيئة لقتال الصهيونية وإخراجها من أرض العرب والمسلمين فلسطين، وإعداد القوة وتصنيع السلاح الذي يرهب العدوّ ويخيفه ويقض مضجعه ويمنعه من الاعتداء (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

ومن نكص على عقبيه وتثاقل وتخاذل فسينال جزاءَه من ربه، (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).

العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزيُ والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.

قد يعجبك ايضا