استهداف حزب الله لقاعدة إلياكيم في حيفا: الأسباب والأهمية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في سياق تصعيد التوتر العسكري في المنطقة، نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة “إلياكيم” العسكرية، الواقعة جنوب حيفا في فلسطين المحتلة. هذا الهجوم يأتي في إطار سلسلة من العمليات النوعية التي تستهدف مواقع استراتيجية إسرائيلية، حيث تُعتبر قاعدة “إلياكيم” من أبرز القواعد التدريبية للجيش الإسرائيلي.
لماذا قاعدة إلياكيم؟
قاعدة “إلياكيم” هي قاعدة التدريب الرئيسية لقوات القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي. تم إنشاؤها بعد حرب تموز 2006 لتلبية حاجة الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على الكفاءة التشغيلية لوحداته، خصوصًا تلك المتخصصة في القتال البري وحرب العصابات. وتتميز القاعدة بتقديمها تدريبات عالية المستوى، مما يجعلها نقطة مركزية في استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي تهديدات قادمة، خاصة من حزب الله في جنوب لبنان.
دور القاعدة وأهدافها
أنشئت “إلياكيم” بهدف تدريب القوات على مواجهة التهديدات الميدانية المعقدة. تحتوي القاعدة على مرافق تحاكي التضاريس والبيئة القتالية في جنوب لبنان، بما في ذلك الأنفاق والمباني المدنية مثل المنازل والمساجد، وحتى تفاصيل دقيقة مثل مجاري الصرف الصحي وألواح الطاقة الشمسية. وتهدف القاعدة إلى تدريب الوحدات الإسرائيلية على القتال في ظروف مشابهة لتلك التي قد تواجهها في حرب العصابات، التي تشكل استراتيجية أساسية للمقاومة اللبنانية.
أهمية توقيت الهجوم
استهداف القاعدة جاء في توقيت حساس للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي. ففي ذروة العمليات البرية الحالية، يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطًا كبيرة لترميم صفوف وحدات النخبة التي تضررت بسبب المعارك الأخيرة، خاصة في ظل إجهاد القوات وتراجع الروح المعنوية. وتعتبر قاعدة “إلياكيم” الموقع الرئيسي لتدريب وحدات النخبة مثل وحدة “الإيغوز”، التي لها دور أساسي في حرب العصابات.
كما أن الاستهداف يضرب في عمق الجهود الإسرائيلية لتعزيز قدراتها الهجومية بعد أكثر من أسبوعين من المعارك المستنزفة، حيث أصبح الجيش بحاجة ماسة لتدريب قوات جديدة ودفعها إلى خطوط القتال الأمامية. تركز القاعدة في هذه الفترة على تدريب وحدات جديدة وتحسين كفاءة الوحدات القائمة، مما يجعل ضربها ضربة قاصمة للجهود الإسرائيلية الرامية إلى تعويض الخسائر وتجنيد قوات جديدة.
أهمية استهداف القاعدة
يعد استهداف قاعدة “إلياكيم” ضربة حساسة من عدة نواحٍ:
ضرب القدرة على ترميم الصفوف: الهجوم على القاعدة يؤثر بشكل مباشر على تدريب القوات الجديدة والاحتياط، مما يعطل خطط الجيش لإعادة بناء صفوفه.
التأثير النفسي: القاعدة ليست مجرد منشأة تدريبية بل هي رمز للقوة الإسرائيلية في مجال التدريب على حرب العصابات. ضربها يؤثر سلبًا على معنويات القوات التي تخضع للتدريب، خاصة أنها كانت تعد للمشاركة في العمليات البرية.
إضعاف القدرة على مواجهة حزب الله: التدريب في القاعدة يركز بشكل خاص على القتال في بيئات شبيهة بتلك التي توجد في جنوب لبنان، وهو ما يجعل استهداف القاعدة رسالة مباشرة لقوات الاحتلال بأن المقاومة قادرة على التأثير في استعداداتهم الميدانية.
ماذا تعني القاعدة بالنسبة للجيش الإسرائيلي؟
قاعدة “إلياكيم” ليست مجرد منشأة تدريب عسكرية تقليدية، بل هي مركز أساسي لإعداد القوات الإسرائيلية لخوض حروب العصابات في بيئات معقدة مثل جنوب لبنان. تتميز بقدرتها على تدريب الجنود على التعامل مع سيناريوهات واقعية تشمل المدن والأنفاق، وهي الوحيدة التي تقدم مثل هذه البرامج التدريبية المتقدمة داخل الكيان الإسرائيلي.
بناءً على ما سبق، يعد استهداف قاعدة “إلياكيم” ضربة استراتيجية لإسرائيل في توقيت حساس. فمن ناحية، يعطل هذا الهجوم خطط الجيش لتدريب وإعداد القوات لمواجهة المقاومة اللبنانية، ومن ناحية أخرى، يضعف الروح المعنوية للقوات التي تعتمد على هذه القاعدة كمنطلق رئيسي للتحضير للعمليات العسكرية.