أزمة نفسية حادة تصيب الجنود الإسرائيليين العائدين من غزة
فلسطين المحتلة – المساء برس|
في ظل الحرب التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، يتزايد أعداد الجنود الإسرائيليين الذين يعانون من أزمات نفسية واضطرابات عقلية حادة.
ونشرت شبكة “سي إن إن” الأميركية شهادات لعائلات بعض هؤلاء الجنود، مسلطة الضوء على الصدمات العميقة التي تركتها الحرب في نفوسهم.
وتحدثت والدة الجندي الاحتياطي إيليران مزراحي لـ”سي إن إن” عن الحالة النفسية لابنها بعد عودته من غزة، قائلة: “عاد من هناك شخصًا مختلفًا، مصابًا بصدمة لا يستطيع التخلص منها. لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه”، مؤكدة أن ابنها فقد حياته نتيجة الصدمة التي عانى منها.
ووفقًا للتقارير، أشار جيش الاحتلال إلى أنه يقدم الرعاية لآلاف الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو مشاكل نفسية أخرى ناجمة عن تجاربهم القاسية في الحرب، ومع ذلك، لم يصدر الجيش أي أرقام رسمية حول حالات الانتحار بين الجنود المتأثرين.
وفي حديث لشبكة “سي إن إن”، قال طبيب من “الجيش” الإسرائيلي، شريطة عدم الكشف عن هويته: “الكثير منا يخشى التجنيد مرة أخرى للمشاركة في حرب في لبنان. نحن لا نثق في الحكومة في الوقت الحالي”.
وأشار الجنود الإسرائيليون الذين قاتلوا في غزة إلى أنهم واجهوا أهوالاً لا يستطيع العالم الخارجي إدراكها بالكامل.
وعلقت “سي إن إن” على شهاداتهم قائلة، إن هذه الروايات تقدم لمحة عن وحشية ما وصفه المنتقدون بـ”الحرب الأبدية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والآثار النفسية العميقة التي تتركها على المشاركين فيها.
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من ثلث الجنود الذين تم إبعادهم من ساحة القتال يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية.
وفي بيان صدر في أغسطس، ذكرت إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية أن أكثر من ألف جندي جريح يتم إبعادهم من القتال كل شهر لتلقي العلاج، وأن 35% منهم يعانون من مشاكل نفسية، بينما يعاني 27% منهم من اضطراب ما بعد الصدمة.
ومن المتوقع أن يتم قبول 14 ألف جندي جريح لتلقي العلاج، فيما يرجح أن يواجه حوالي 40% منهم تحديات في الصحة النفسية، وفق الإدارة.
ووفقًا لإذاعة “كان” الإسرائيلية، فقد خضع حوالي 3 آلاف جندي لمعاينات طبية لدى ضباط الصحة النفسية في “الجيش” الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023.