جوانب الضعف والخوف التي ظهرت في ردود فعل القيادة الإسرائيلية بعد ضربة قيساريا
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تطور دراماتيكي فاق كل التوقعات، شهد مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا ضربة موجعة بواسطة طائرة مسيّرة، هزّت أركان الكيان وأثارت الذعر في صفوف قادته.
فشل أمني لا مثيل له
تأتي ضربة قيساريا كضربة موجعة للكيان المؤقت، حيث كشفت هذه العملية عن ثغرات أمنية ضخمة لم يكن الاحتلال يتوقعها. وكما اعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية بنفسها، فإن وصول الطائرة المسيّرة إلى قيساريا وتهديدها لحياة رئيس الوزراء يعتبر “فشلًا أمنيًا خطيرًا جدًا”. فكيف يمكن للكيان التفاخر بمنظومته الأمنية المتطورة إذا كانت مسيّرة تخترق أجواءه وتصل إلى منزل أقوى رجل فيه؟!
نتنياهو في مرمى الخوف والتهديد
إن الضربة التي تلقاها نتنياهو ليست مجرد محاولة اغتيال، بل هي هزة نفسية قوية للكيان برمته. نتنياهو، الذي ظهر محاصرًا بين تصاعد الانتقادات الداخلية والضغط الخارجي، أطلق تصريحات تتسم بالانفعال والغضب، محاولًا استعادة ثقة الجمهور. لكنه خلف هذه الكلمات القوية، يختبئ خلف جدار من الرعب. تصريحاته الموجهة لإيران ومحور المقاومة تكشف عن حالة من التخبط النفسي التي يعيشها: “إيران ارتكبت خطأً كبيرًا وستدفع الثمن”، هل هذا هو صوت قائد واثق؟ أم هو صوت رجل مذعور؟
منظومة الاحتلال ترتجف
القيادة الإسرائيلية، التي لطالما زعمت أنها قادرة على التصدي لأي تهديد، تجد نفسها اليوم عاجزة عن تفسير ما حدث. الإعلام العبري، رغم محاولاته للتعتيم على تفاصيل العملية، لم يستطع إخفاء حالة الذعر التي عمت الأوساط الأمنية. يوسي ميلمان، أحد المحللين الإسرائيليين، وصف الموقف بأنه “فشل مروّع”، وأكد أن المروحيات التي أرسلت لاعتراض الطائرة فشلت في مهمتها.
محاولة لتصدير الأزمات
في مواجهة هذا الفشل الذريع، يحاول نتنياهو ورفاقه في القيادة الإسرائيلية تصدير الأزمة إلى الخارج، محملين إيران مسؤولية ما حدث. الوزير الإسرائيلي ميكي زوهار صرّح بأن “ردنا المرتقب ضد إيران سيكون محفورًا في كتب التاريخ”. لكن من الواضح أن هذه التصريحات ما هي إلا محاولة للتغطية على الفشل الداخلي الذي يعيشه الكيان، في ظل تصاعد الانتقادات الشعبية.
الكيان المؤقت ينهار من الداخل
بينما يحاول الإعلام العبري إظهار القوة والصلابة، لا يمكن إخفاء حقيقة أن الكيان يعيش في حالة من الفوضى والخوف. فهل يستطيع الاحتلال، الذي يفشل في حماية رموزه وقادته، أن يستمر في ادعاء التفوق العسكري والأمني؟ وهل ستتمكن قيادة نتنياهو الضعيفة من التصدي لتحديات الداخل والخارج؟
ضربة قيساريا.. جرس إنذار لنهاية كيان هش
العملية الأخيرة في قيساريا ليست مجرد ضربة عابرة، بل هي رسالة قوية إلى الكيان المؤقت، بأن نهايته أقرب مما يتخيل. فكما نجحت المقاومة في استهداف أقوى رموز الكيان، فإن هذه الضربة النفسية ستظل تطاردهم، وتجعلهم يدركون أن زمن الأمان الوهمي قد ولّى.