الإعلام الإسرائيلي يكشف الدور السعودي الحالي للقضاء على حزب الله
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان، بدأت تتكشف خيوط مخطط سياسي إقليمي ودولي يستهدف حزب الله والمقاومة اللبنانية، في تناغم واضح بين عدة أطراف داخلية وخارجية، بما فيها السعودية ودول الخليج، في محاولة لفرض واقع سياسي جديد في لبنان يخدم الأجندة الإسرائيلية. هذه المؤامرة تتجسد في عدة تحركات وتدخلات تصب في مصلحة العدو الإسرائيلي على حساب السيادة اللبنانية واستقلالية المقاومة.
الدور السعودي والخليجي:
نحو إعادة رسم الساحة السياسية بدون أعداء لإسرائيل
وفقاً للتقارير الإسرائيلية التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية، أبرزها صحيفة معاريف، تعمل إسرائيل بشكل وثيق مع فرنسا والولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج، لتحقيق أهداف محددة في الساحة اللبنانية.
هذا التحالف يتضح من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي لتنفيذ قرارات دولية مثل 1559 و1701، التي تستهدف نزع سلاح حزب الله وإبعاد قواته عن الحدود مع فلسطين المحتلة.
التحركات السعودية والخليجية، وفقاً للإعلام العبري تدعم هذا المسار عبر تمويل إعادة بناء جيش لبناني
منزوع السلاح والسيادة على أراضيه وإضعاف نفوذ حزب الله السياسي والعسكري في الجنوب.
يأتي ذلك بالتزامن مع أزمة داخلية غير مسبوقة يعانيها لبنان، حيث يُستغل الوضع الاقتصادي المتردي والانقسامات السياسية لتقديم مبادرات دولية تهدف إلى إضعاف الحزب وإزاحته عن المشهد السياسي. يتضح من هذه التحركات أن الهدف الرئيسي هو إعادة تشكيل النظام السياسي في لبنان بطرق تضمن إقصاء المقاومة وتفكيك بنيتها العسكرية.
التحالف الداخلي:
مساعٍ لتغيير الخريطة السياسية اللبنانية
تأتي الدعوات المتكررة لإعادة بناء الجيش اللبناني وتشكيل حكومة معادية لحزب الله وصديقة لكيان الاحتلال تدير شؤون البلاد بعيداً عن المقاومة كجزء من هذا المخطط. فتصريحات مسؤولين إسرائيليين تعكس مدى اهتمامهم بتفكيك بنية حزب الله وتحجيم دوره، معتبرين أن الوضع الحالي يتيح فرصة ذهبية لإعادة صياغة لبنان وفقًا للرؤية الإسرائيلية والغربية والسعودية. هذه الدعوات تتلاقى مع جهود بعض الأطراف الداخلية في لبنان التي تسعى جاهدة لاستغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية لتحقيق مكاسب على حساب المقاومة.
أحد الأهداف الاستراتيجية لهذا التحالف يتمثل في تمكين الجيش اللبناني من السيطرة على الجنوب ونشر قواته هناك، ما يعني عملياً إبعاد المقاومة عن الحدود مع إسرائيل وتحجيم قدراتها العسكرية. هذا السيناريو يتطابق مع الخطط الإسرائيلية لإضعاف حزب الله وإجباره على الانسحاب إلى خلف الليطاني، ما يسهل السيطرة على المنطقة ويفتح الباب لتسوية سياسية تُفرض من الخارج.
الهدف الإسرائيلي:
من الضغط العسكري إلى الحل السياسي
رغم الإنجازات التي يدّعي كيان “إسرائيل” تحقيقها في الساحة اللبنانية، يدرك جيدًا أن الحل العسكري وحده لن يكون كافيًا لتحقيق أهدافه الاستراتيجية. ولهذا، يعمل الإعلام العربي المتصهين وعلى رأسه (قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز عربية والصحف السعودية والإماراتية) والإعلام الإسرائيلي أيضاً على الترويج لفكرة “الخطوة الثانية”، وهي تحويل الإنجازات العسكرية إلى مكاسب سياسية من خلال مفاوضات دبلوماسية تديرها القوى الكبرى. هذه الخطوة تستند إلى تآزر الجهود مع الأطراف العربية الحليفة لإسرائيل والأطراف الدولية الراعية للكيان لتحقيق تسوية سياسية تضمن مصالح الكيان الإسرائيلي على المدى الطويل.
الخطاب الإسرائيلي يركز على ضرورة إيجاد حل سياسي يتماشى مع مصالح الاحتلال، بما في ذلك القضاء على حزب الله تماماً وإبعاده عن الحدود.
تحالف القوى الكبرى مع الدول الخليجية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، يتجلى بوضوح في هذا السياق، حيث تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة لإعادة ترتيب الوضع الداخلي في لبنان بما يخدم الرؤية الإسرائيلية حسب ما كشف تقرير لأميتسا برعام في صحيفة معاريف العبرية في 11 أكتوبر الجاري.
مقاومة أمام مؤامرة متعددة الأوجه
يتضح من التحركات الإسرائيلية والخليجية بقيادة السعودية والدولية بقيادة الولايات المتحدة ودور بارز لفرنسا أن هناك تآمراً ممنهجاً يستهدف المقاومة اللبنانية وحزب الله بشكل خاص، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضاً على المستوى السياسي والاقتصادي، وهذا ما أشار إليه يسرائيل زيف في قناة N12 العبرية في 9 اكتوبر الجاري.
هذه الجهود تهدف إلى القضاء على حزب الله كقوة عسكرية في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإلى إبعاده أيضاً عن المشهد السياسي اللبناني لتشكيل سلطة لبنانية حليفة لكيان الاحتلال منزوعة السيادة على أراضيها الجنوبية وحدودها، مما يفتح المجال أمام تطبيع سياسي واقتصادي مع الكيان الإسرائيلي وتفريغ الساحة من أي مقاومة حقيقية.
ومع ذلك، فإن استمرار المقاومة وتكيفها مع الظروف المتغيرة يشكل تحديًا كبيرًا لهذا المخطط، ويعيد حسابات الأطراف التي تراهن على انهيارها، غير أن صمود المقاومة اللبنانية مرهون بصمود باقي المحور الفلسطيني من ناحية وبمدى ضرب المحور لكيان الاحتلال وتحقيق أكبر قدر في إيلامه والضغط عليه وصولاً إلى إفشال مخططاته التي تكفلت السعودية والإمارات بدور بارز فيها.