الحوثي: العدوان الإسرائيلي يكشف وحشيته والعجز العربي مستمر
صنعاء – المساء برس|
في كلمته الأسبوعية التي تناولت مستجدات الأحداث في المنطقة، أكد السيد عبدالملك الحوثي، قائد حركة أنصار الله، اليوم الخميس، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يواصل استهدافه الهمجي لجميع فئات المجتمع دون تمييز، ضاربًا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الإنسانية. وأوضح أن العدوان لم يستثنِ المدنيين، بل طال الصحفيين والأطباء والمعلمين والطلاب، ليؤكد أن العنوان “مدنيين” لم يعد يشكل أي حماية لهم أمام آلة الحرب الصهيونية.
وأشار قائد أنصار الله إلى أن مشاهد الجرائم التي يرتكبها العدو في غزة تحمل دلائل واضحة على مدى الإجرام الصهيوني، الذي لم يتوقف عند حدود قطاع غزة، بل امتد ليطال اللبنانيين كذلك، بما في ذلك المسؤولين عن الجوانب المدنية والإنسانية، كما حدث في جريمة النبطية. وأكد أن هذه الجرائم تكشف حقيقة الكيان الصهيوني الذي وصفه الله في القرآن الكريم بقوله: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ”.
الشراكة الأمريكية في جرائم العدوان
وأضاف الحوثي أن الدعم الأمريكي للإسرائيليين هو ما يتيح استمرار هذه الجرائم، مشيرًا إلى أن الأمريكي هو شريك بكل ما تعنيه الكلمة في الإجرام والعدوان. وأوضح أن لولا هذا الدعم لما تمكن العدو من مواصلة عدوانه الوحشي على غزة ولبنان، مؤكدًا أن الأمريكي والإسرائيلي يسعيان لتحقيق أهداف مشتركة تجاه المنطقة، تسعى إلى إبادة شعوبها وتجريدها من حريتها واستقلالها.
الإجرام المستمر واستهداف النازحين في شمال غزة
وفي سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أشار الحوثي إلى أن العدو يسعى لإبادة سكان شمال القطاع بشكل جماعي، حيث استهدف النازحين في مراكز الإيواء والمدارس وحتى في خيامهم القماشية بالقنابل المدمرة والحارقة. وأضاف أن الاحتلال دمر أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في شمال غزة، مستخدمًا أسلحة متفجرة ومتطورة، ليطمس كل معالم الحياة في المنطقة.
وأوضح أن هذه الجرائم تتم تحت مرأى ومسمع العالم، الذي لم يتحرك لوقفها، مؤكدًا أن الوضع يمثل عارًا على المجتمع الدولي، وخاصة الأمة الإسلامية التي لم تتخذ حتى الآن أي خطوات عملية جادة لدعم الشعب الفلسطيني.
دعوة لتحرك الأمة الإسلامية
وأكد الحوثي على أهمية التحرك الإسلامي الجاد لمواجهة الخطر الصهيوني، مشيرًا إلى أن المجاهدين في غزة ولبنان أثبتوا بصلابتهم وفعاليتهم في المواجهة أنه يمكن الصمود والتصدي رغم الخذلان العربي والإسلامي. وقال: “لو توفر الدعم العربي اللازم للمجاهدين لكان الوضع مختلفًا، ولرأينا نتائج مختلفة على الأرض”. وشدد على أن الحل يكمن في استنهاض الأمة وتحملها لمسؤولياتها الدينية والأخلاقية لدفع الخطر عن نفسها.
وختم السيد الحوثي بالتأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأنه لا أمل في التعويل على المجتمع الدولي أو الاستجداء للسلام، داعيًا إلى تكثيف الدعم العسكري والمادي للمقاومة في قطاع غزة ولبنان، ومشددًا على أن الأمة لا يمكنها الاستمرار في حالة التيه أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد وجودها ومستقبلها.