الدولار بـ2015 جنوب اليمن.. وحكومة التحالف تتجاهل الانهيار وتستنفر لإنقاذ “إسرائيل” من الحصار!
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في مشهد يعكس حجم الفشل والانهيار الذي تعيشه المناطق الجنوبية اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي بقيادة رشاد العليمي ومجلسه المعينين من الرياض وأبوظبي، يستمر الريال اليمني في السقوط المدوي أمام العملات الأجنبية، مما يدفع المواطنين إلى المزيد من الفقر والجوع في ظل غياب أي إصلاحات اقتصادية أو حلول حقيقية. كل هذا يحدث بينما تسعى هذه “الحكومة” الفاشلة المتواجدة خارج البلاد ليس للبحث عن دعم لإنقاذ العملة بمناطق “سيطرتها” بل للبحث عن دعم عسكري أمريكي لشن حرب جديدة ضد القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، في محاولة يائسة لإرضاء كيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي فرضت عليه صنعاء حصاراً خانقاً في البحر الأحمر بسبب عدوانه على قطاع غزة ما أدى إلى إعلان الاحتلال أكثر من مرة إفلاس ميناء إيلات الميناء الرئيسي لاستيراد البضائع السائبة والمعدات الثقيلة والسيارات والمواد البترولية.
الريال اليمني ينهار.. والفساد يتعمق
خلال الأيام القليلة الماضية، تدهورت قيمة الريال اليمني (جنوب اليمن) بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 2000 ريال مع بداية اليوم الإثنين ليواصل انهياره ويصل في وقت لاحق إلى 2015 حتى كتابة هذا التقرير، وهو انهيار يعكس حجم الفساد المستشري في مؤسسات الحكومة التابعة للتحالف.
هذا التدهور يأتي نتيجة الفساد وغياب الشفافية واستمرار عمليات المضاربة التي تديرها شركات الصرافة، التي لا تتبع أي نظام رقابي حقيقي، مما يعمق معاناة المواطنين جنوب البلاد والذين يتساءلون: أين ذهبت الثروات؟!
حكومة تحالف.. فشل اقتصادي ومطاردة للسراب
في ظل هذا الانهيار الاقتصادي الذي تتجرعه مناطق جنوب اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، نجد أن هذه الحكومة المسماة بـ”الشرعية” غائبة تمامًا عن مشهد الإنقاذ.
مسؤولون يعيشون في فنادق الرياض وأبوظبي، يديرون “شكلياص” البلاد من الخارج بينما يُترك المواطنون في الداخل يعانون من الجوع والفقر والبطالة. ليصل بأبناء الجنوب اليوم الحال للتساؤل بعد مرور 10 سنوات على إعلان التحالف السعودي الإماراتي الحرب على اليمن بذريعة “محاربة الحوثيين واستعادة الشرعية”، هل هذا هو “التحالف” الذي وعد الشعب اليمني بالنهوض؟.
بحث عن دعم عسكري أمريكي.. خدمة لكيان الاحتلال
وفي خطوة تكشف عن حجم الخيانة، تحاول الحكومة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي استجداء دعم عسكري أمريكي لشن حرب جديدة ضد القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، وهذا ما كشفه مسؤول يمني مرتبط بالسفارة اليمنية في واشنطن قبل عدة أيام والذي كشف أن حكومته تقدمت بطلب رسمي للبيت الأبيض بطلب دعم عسكري لشن حرب برية ضد صنعاء لمنعها من مواصلة ضرب السفن في البحر الأحمر ورفع الحصار عن كيان الاحتلال وكشف أيضاً أن الولايات المتحدة لم ترد على طلب حكومة التحالف التي أثبتت 10 سنوات من الحرب على اليمن أنها مجرد حكومة منفية متفرغة لبناء استثمارات خاصة خارج اليمن فيما التحالف السعودي والولايات المتحدة يستغلون كونها الحكومة المعترف بها دولياً كغطاء لتنفيذ ما يريدونه جنوب اليمن.
تبحث حكومة التحالف السعودي عن دعم عسكري من واشنطن لشن حرب ضد صنعاء؟ لكن هل الهدف هو اليمن؟ لا، بل لمنع أبناء اليمن بقيادة القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء من مواصلة فرض حصار بحري على كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل منذ أكتوبر العام الماضي أكثر من 42 ألف فلسطيني من أبناء قطاع غزة 80% منهم نساء وأطفال ودمر تقريباً 70% من قطاع غزة! نعم، حكومة صنعاء تضع كيان الاحتلال تحت الحصار، بينما حكومة التحالف السعودي تعمل بكل جهدها لفك هذا الحصار بدلاً من تكريس جهودها لإنقاذ مواطنيها جنوب اليمن من وحش الانهيار الاقتصادي، في خدمة مكشوفة لأجندات الاحتلال الصهيوني.
مفارقات تكشف أن هذه الحكومة إنما جيء بها لتنفذ دور وظيفي معيّن لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وأدواتهما في المنطقة، وهو ما يتضح من خلال الأولويات التي تعمل عليها هذه الحكومة والتي تقدم رفع الحصار عن كيان الاحتلال الإسرائيلي أولوية في أجنداتها وأولوية متقدمة على كارثة انهيار الريال اليمني في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن.
انهيار اقتصادي في الجنوب.. استقرار في صنعاء
بينما ينهار الريال اليمني في عدن ومناطق سيطرة التحالف، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 2015 ريالًا، نجد أن الريال في صنعاء، وفي مناطق سيطرة حكومة صنعاء، يحافظ على استقراره عند 535 ريالًا للدولار. أليس هذا دليلًا واضحًا على أن الفشل في إدارة الاقتصاد ليس بفعل الحرب، بل بفعل الفساد والسياسات الفاشلة والعدوانية التي تعتمدها حكومة التحالف، وعلى رأسها استخدام الولايات المتحدة والتحالف السعودي والحكومة المنفية في 2016 ملف الاقتصاد كورقة حرب وعقاب ضد اليمنيين في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، وهي الورقة التي ارتدت سلباً على من حاول اللعب بها لإيذاء اليمنيين وتجويعهم ولينقلب السحر على الساحر ويعود وبال استخدام الاقتصاد ورقة حرب على حكومة التحالف السعودي والعقاب الذي كان يراد له أن يفرض على أبناء اليمن شمالاً بات التحالف السعودي الإماراتي وحكومتهم الديكورية من يفرضونه هم على أبناء اليمن في المحافظات الجنوبية، سحر انقلب على الساحر وعاد وبال هذه الورقة على حكومة التحالف جنوب اليمن.
صمت مدوٍ تجاه معاناة الشعب
لا عجب أن حكومة التحالف تتجاهل تمامًا الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في الجنوب، إذ لم تقم حتى الآن بأي خطوة لتخفيف معاناة المواطنين. فالرواتب متأخرة، والتضخم يزيد، والأسعار ترتفع يومًا بعد يوم، بينما يبحث المسؤولون في حكومة التحالف عن دعم عسكري خارجي، لإنقاذ “الاقتصاد الإسرائيلي” وميناء إيلات (أم الرشراش) الذي تسبب اليمنيون بقيادة صنعاء في إعلان إفلاسه، بدلًا من مواجهة التحديات الداخلية. فهل هؤلاء المسؤولون يشعرون بمعاناة مواطنيهم أم أن مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا هي الأولوية الوحيدة لهم؟
الفساد يغرق البنك المركزي
البنك المركزي في عدن يعيش حالة من الفراغ القيادي منذ شهور، مع غياب المحافظ في الخارج للشهر الرابع على التوالي وتسريب مبررات لغيابه بأنه في رحلة علاجية، إضافة لاستقالة أحد كبار المسؤولين في مركزي عدن. لقد أصبح البنك مجرد أداة في يد الفاسدين، حيث يتم استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي في مزادات فاشلة، بينما ينتظر المواطنون رواتبهم التي لم تُصرف منذ شهور. ويتساءلون أين الحكومة من هذه الكارثة؟.
التحالف يخذل الجنوب.. من أجل إسرائيل!
في حين تتجه كل السياسات إلى خدمة أجندة كيان الاحتلال الإسرائيلي، يتساءل المواطن اليمني الجنوبي: لماذا تتركنا الحكومة لمواجهة هذا المصير البائس؟ هل استحق الجنوب كل هذا الإهمال؟ ولماذا التحالف مشغول بتحقيق مصالحه مع إسرائيل، تاركًا خلفه أبناء جنوب اليمن يتألمون ويجوعون وهو الذي يحتل أرضهم ويسيطر على قرارهم ويفرض سيادته عليهم بدعوى أنه جاء لتحقيق الازدهار والتنمية والرخاء وتحويل مدنهم بوعود كاذبة تارة إلى “دبي ثانية” وأخرى إلى “أوروبا ثانية”؟ يبدو أن الجنوب لم يكن أكثر من ورقة في يد التحالف لخدمة أجندات خارجية، بعيدًا عن مصلحة اليمن واليمنيين.
الجنوب ينهار.. والتحالف لا يهتم
وفيما الوضع الاقتصادي في الجنوب يشهد انهيارًا غير مسبوق، مع تفاقم أزمة الوقود، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط غياب تام للحكومة الفاشلة التي تعيش في الخارج. برزت تساؤلات على مستوى مناطق جنوب اليمن من نشطاء ومراقبين “أين هؤلاء المسؤولون من هموم الشعب؟ أم أن اهتماماتهم تنصب فقط على الاجتماعات الدولية والاستجداء للحصول على دعم خارجي لخدمة كيان الاحتلال؟”.
تحالف الفساد والفشل
لم يعد خافيًا على أحد أن التحالف السعودي الإماراتي قد جلب لليمن حكومة فاسدة غير قادرة على إدارة حتى أبسط الملفات الاقتصادية. فالتحالف يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ومع ذلك، لا تزال الحكومة تبحث عن “دعم” إضافي من الخارج لمواجهة أزمات هي من صنعتها.
الحكومة تفشل.. والمواطن يدفع الثمن
في ظل الفشل الاقتصادي والفساد المتفشي في مؤسسات الدولة، يدفع المواطن الجنوبي الثمن. انهيار الريال وارتفاع الأسعار وغياب الرواتب لم تعد مجرد أزمات عابرة، بل تحولت إلى كارثة يومية يعيشها المواطن، بينما تتجاهل الحكومة مطالب الناس وتغرق في خدمة أجندات خارجية.
الوعود الزائفة.. والشعب المنهك
وعد التحالف بتحسين الوضع الاقتصادي بعد “تحرير/ احتلال” الجنوب، ولكن كل ما يراه اليوم أبناء الجنوب هو المزيد من الفقر والمعاناة. هذه الحكومة التي نصّبها التحالف لم تجلب لليمنيين سوى الوعود الزائفة والانهيار المستمر، وكل يوم يمر يُثبت أن لا نية حقيقية لديها لتحسين أوضاع الشعب، لأن مهمتها أساساً التي جيء بها من أجلها هي خدمة كيان الاحتلال الصهيوني من تحت الطاولة لكن ظروف الحرب الحالية جعلت هذه الخدمات تظهر للعلن وتُمارس علناً على سطح الطاولة.
أي مستقبل ينتظر اليمن؟
بينما تتسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي في الجنوب، وتغيب الحكومة (المنفية) عن مشهد الإنقاذ، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا العبث؟ وهل ستظل حكومة التحالف تبحث عن دعم خارجي وتخدم أجندات الاحتلال الإسرائيلي، أم أنها ستستفيق يومًا على ثورة شعبية تجتثها وتحرر جنوب اليمن من الوصاية والارتهان والانهيار الاقتصادي والمالي.