تأكيداً لمعلومات كشفها المساء برس قبل أيام.. وول ستريت جورنال تكشف خطة أمريكية في لبنان لتغيير النظام
خاص – المساء برس|
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس الخميس، أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى استغلال الهجوم الإسرائيلي على “حزب الله” لتغيير التوازن السياسي في لبنان. وحسب الصحيفة تهدف الخطة الأمريكية إلى إضعاف الحزب، وبالتالي إنهاء دوره السياسي، تمهيدًا لانتخاب رئيس جديد للبنان، موالي للولايات المتحدة.
ما نشرته الصحيفة الأمريكية يؤكد ما سبق ونشره “المساء برس” قبل عدة أيام من معلومات موثوقة في سياق تقرير بعنوان “السيناريو القادم: هل يصبح لبنان من دول الطوق الحامي لـ”إسرائيل”؟ الخطة الأمريكية لليوم التالي“، حيث ورد في التقرير تفاصيل تتطابق مع ما نشرته وول ستريت جورنال حول الخطط الأمريكية لإضعاف “حزب الله” وتغيير النظام السياسي في لبنان من خلال الضغط من أجل انتخاب رئيس لبناني موالي للسياسات الأمريكية.
وكان تقرير “المساء برس” قد أوضح أن الولايات المتحدة تخطط لاستغلال العدوان الإسرائيلي على “حزب الله” لفرض واقع سياسي جديد في لبنان. كما يتضمن هذا المخطط إنهاء القدرات العسكرية للحزب، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة، وتفعيل الجيش اللبناني كأداة لعزل الحزب عن سوريا، إضافة إلى الضغط من أجل انتخاب رئيس لبناني موالٍ للسياسات الأمريكية.
وبالعودة لما نشرته الصحيفة الأمريكية، فقد اتصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤخرًا بقادة مصر وقطر والسعودية لحشد دعمهم في هذه المبادرة، حيث يسعى لإيجاد توافق إقليمي بشأن انتخاب رئيس جديد للبنان، بعد الفراغ السياسي الذي تعانيه البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في عام 2022. جاء هذا التواصل في وقت تسعى فيه واشنطن إلى مواجهة الجمود السياسي الذي يشل الحكومة اللبنانية.
المبعوث الأمريكي آموس هوكشتين أبلغ الدول العربية أن إضعاف حزب الله يمثل فرصة لكسر هذا الجمود. إلا أن هذه الخطة الأمريكية قوبلت برفض من قبل مصر وقطر، حيث وصفها المسؤولون في هذه الدول بأنها “غير واقعية وخطيرة”، مؤكدين أن حزب الله جزء أساسي من المشهد السياسي اللبناني ولا يمكن تهميشه دون إشعال صراع داخلي.
المسؤولون المصريون أعربوا عن مخاوفهم من أن التدخل في السياسة اللبنانية، في ظل الأزمة الحالية، قد يزيد من خطر اندلاع اقتتال طائفي جديد، مشيرين إلى أن لبنان لا يزال يعاني من آثار الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990. وحذرت القاهرة من أن محاولة عزل “حزب الله” قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد بأكملها.
السعودية، من جانبها، أبدت دعمها للمبادرة الأمريكية، وفقًا للصحيفة، لكنها لم تطرح حلولًا عملية لتحقيق الهدف. بينما رأى مراقبون أن مثل هذا التدخل الخارجي سيزيد التوترات في لبنان، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وفي تعليق على المبادرة، قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا والجزائر: “إذا تولى رئيس لبناني منصبه خلال حملة عسكرية إسرائيلية مدعومة أمريكيًا، فإن ذلك سيفقده المصداقية لدى العديد من اللبنانيين”. هذه المخاوف تعززت بعد سنوات من محاولات الإصلاح الفاشلة التي لم تستطع الحكومة اللبنانية تنفيذها بسبب تعقيدات النظام السياسي الذي يشارك فيه “حزب الله”.
اقرأ أيضاً بهذا الخصوص: