الدول العربية المتصهينة تفتح أبواب البحر الأحمر لإسرائيل على حساب قضايا الأمة (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أظهر تقرير إسرائيلي بعنوان “إسرائيل في البحر الأحمر: من التهديد إلى التعاون” تحولًا مهمًا في الديناميكيات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، مؤكداً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يلعب دورًا متزايدًا في مواجهة التهديدات المتزايدة من اليمن.
التقرير، الذي صدر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يتناول أبعاد الأزمة في البحر الأحمر ويقدم مقترحاً لكيان الاحتلال بتحويل هذه الأزمة إلى فرص تعاون أمني ودبلوماسي بين كيان الاحتلال ودول المنطقة (المتصهينة)، مؤكداً أن هذه الفرص يمكن أن تتحقق حتى رغم الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان وتداعياتها التي وصلت إلى اليمن أيضاً.
البحر الأحمر: أهمية استراتيجية وعالمية
وأشار التقرير إلى أن “البحر الأحمر يُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث يمر عبره حوالي 15% من حركة السفن التجارية، ويكتسب أهمية خاصة لإسرائيل كمخرج بحري استراتيجي من خلال ميناء إيلات. وفي ظل تصاعد هجمات الحوثيين منذ أكتوبر 2023، أصبحت الملاحة عبر البحر الأحمر أكثر تعقيدًا، مما أثر بشكل مباشر على حركة السفن التجارية، ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل أيضًا للدول المجاورة مثل مصر، التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس”.
تأثير جبهة الإسناد اليمنية
وفي هذا الجانب من التقرير يقر معهد الأمن القومي بأن اليمن استهدف بشكل خاص حركة الملاحة الإسرائيلية وإسرائيل أيضاً، وأورد التقرير “تشير الأرقام إلى أن الحوثيين شنوا مئات الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، مستهدفين حركة الملاحة وإسرائيل بشكل خاص. هذا التهديد العسكري أدى إلى تراجع حركة السفن بشكل كبير في مضيق باب المندب وقناة السويس، مسببًا خسائر اقتصادية فادحة، لا سيما لمصر. وفي المقابل، عززت هذه التهديدات رغبة إسرائيل في التعاون الإقليمي لمواجهة الحوثيين”.
تعاون إسرائيلي عربي ضد الجبهة اليمنية
ورغم أن البحر الأحمر يُعد مسرحًا للعديد من الصراعات والمنافسات، إلا أن التقرير الإسرائيلي يرى أن ما يسميه “التهديد الحوثي المشترك” قد يدفع دول المنطقة، بما في ذلك كاين الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز التعاون الأمني فيما بين الكيان المحتل والدول العربية الحليفة للاحتلال، ويضيف التقرير “هذا التعاون يمكن أن يشمل دولًا مثل السعودية والإمارات ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة التي تلعب دورًا رئيسيًا في المنطقة من خلال قيادتها العسكرية (CENTCOM)”، في المقابل يشير التقرير إلى أن هذا التعاون يبقى مقيداً بمخاوف الدول العربية التابعة للحلف الإسرائيلي من أن يؤدي هذا التعاون إلى استفزاز إيران أو التعرض لعقوبات اقتصادية وسياسية من إيران.
انقسام الدول المتصهينة حول كيفية تحييد اليمن
يشير التقرير الإسرائيلية إلى أن “التوترات بين الدول الإقليمية حول كيفية التعامل مع تهديدات الحوثيين وإيران تعكس انقسامًا في الرؤية بين الدول “البراغماتية”، التي تسعى إلى استقرار المنطقة وتعزيز التعاون مع الاحتلال ضد المقاومة وحلفائها، والدول التي تتجنب مواجهة إيران بشكل مباشر. وتُفضِّل بعض الدول العربية، مثل مصر، الحلول الدبلوماسية لإنهاء الأزمات في غزة، معتبرة أن هذه الأزمات هي جذور المشكلة”.
الكيان الصهيوني والدول العربية: تعاون تحت السطح
ويسلط التقرير الضوء على “احتمالية تعميق التعاون بين إسرائيل والدول العربية البراغماتية، لا سيما في المجالات الأمنية، مثل مكافحة تهريب الأسلحة وحماية حرية الملاحة الإسرائيلية والغربية. ورغم غياب إطار دبلوماسي علني لهذا التعاون، إلا أن هناك إشارات إلى وجود حوار غير رسمي بين إسرائيل ودول مثل الإمارات لتعزيز مصالحهما المشتركة في البحر الأحمر”.
تحويل التحديات إلى فرص
ويختتم التقرير الإسرائيلي بالقول “بينما يشكل الحوثيون تهديدًا مباشرًا على الملاحة في البحر الأحمر، فإن الأزمة تفتح أيضًا الباب أمام فرص جديدة للتعاون الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية. هذا التعاون يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة الدول الإقليمية لتوازناتها مع إيران، وكذلك على دور القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة في تأمين المنطقة. ومع ذلك، تبقى التوترات المحلية والدولية في البحر الأحمر محفوفة بالمخاطر، ما يتطلب استراتيجيات دقيقة لتجنب الانزلاق إلى مزيد من الصراعات”.