المقاومة اللبنانية تتحدى الرواية الإسرائيلية: انتصارات ميدانية وسط حملة التضليل الإعلامي (تقرير)

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

منذ الأسابيع الأخيرة لما قبل بدء العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان تبنى الاحتلال استراتيجيات التضليل في وسائل إعلامه أثناء تغطيته للحرب البرية ضد لبنان، والتي بدأت في أكتوبر الجاري.

ويهدف الإعلام الإسرائيلي إلى السيطرة على الرأي العام الداخلي والدولي من خلال التركيز على إنجازات جيشه المزعومة، والتقليل من الخسائر الفعلية، وتشويه صورة المقاومة اللبنانية.

ومع ذلك، تستمر المقاومة في تسجيل نجاحات ميدانية مؤثرة، مما يسلط الضوء على دور الإعلام الإسرائيلي في تزييف الحقائق لإخفاء الفشل العسكري.

إخفاء الخسائر وتضخيم الإنجازات

ويميل الإعلام الإسرائيلي إلى التباهي بمكاسب عسكرية غير مؤكدة، مثل مزاعم القضاء على مئات من مقاتلي المقاومة وتدمير بنى تحتية هائلة.

القناة 12 الإسرائيلية، على سبيل المثال، نشرت تقارير تفيد بأن جيش الاحتلال دمر أكثر من 2000 بنية تحتية للمقاومة وقضى على 440 “إرهابيًا”، هذه الأرقام، وفقًا لمراقبين، تهدف إلى رفع الروح المعنوية في الداخل الإسرائيلي وإعطاء صورة مغايرة للواقع. وعلى الرغم من ترويج الإعلام لهذه الأرقام، تظل المقاومة اللبنانية قوية ومتماسكة على جبهات القتال.

الإعلام الإسرائيلي يعتمد أيضًا على نشر صور لأضرار جسيمة في بيروت والمناطق الحدودية في محاولة للتركيز على خسائر المقاومة، بينما يتجنب نشر أي معلومات دقيقة عن خسائر جيشه. ويُمنع تداول أخبار الخسائر الإسرائيلية في الميدان، بما في ذلك القتلى والجرحى، إلا بشكل محدود ومشروط بأوامر الرقابة العسكرية. هذه الرقابة الصارمة تجعل الجمهور الإسرائيلي غير مطّلع على حجم الخسائر الفعلي.

تشتيت الانتباه وتضليل الرأي العام

إحدى أبرز استراتيجيات الإعلام الإسرائيلي هي “تشتيت الانتباه”، إذ يلجأ إلى الحديث عن أحداث أخرى غير مرتبطة مباشرة بسير المعارك.

وعلى سبيل المثال، يتم التركيز بشكل مفرط على تدمير أهداف غير ذات أهمية مثل المجسّمات والرموز الدعائية لحزب الله في جنوب لبنان. وفي المقابل، يُهمَل الحديث عن المواجهات المباشرة مع المقاومة، ما يثير الشكوك حول نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية.

إلى جانب ذلك، يعمد الإعلام الإسرائيلي إلى نشر أخبار متكررة عن استهداف قيادات المقاومة، مثل التقارير التي تزعم مقتل قادة بارزين في حزب الله عبر ضربات جوية دقيقة.

ويُقدّم الإعلام هذه الأخبار بتفاصيل دقيقة، مما يوحي بتفوق استخباراتي وتقني. لكن الواقع الميداني يشير إلى أن المقاومة مستمرة في العمل رغم هذه الادعاءات، ما يؤكد ضعف هذه التقارير التي غالبًا ما تفتقر إلى الدقة.

التلاعب النفسي والاستراتيجيات الإعلامية المخادعة

أحد الأساليب التي يعتمدها الإعلام الإسرائيلي هو ما يُعرف بـ”الفخ النفسي”. فقبل بدء العمليات البرية في سبتمبر 2024، كانت بعض التصريحات الإسرائيلية تصف المقاومة اللبنانية بأنها لا تزال قوية ومتماسكة، مما يترك انطباعًا بأن الكيان الإسرائيلي غير قادر على تدميرها.

هذه التصريحات، وإن كانت تبدو في ظاهرها سلبية للجيش الإسرائيلي، فإنها تُستخدم للتأثير على المقاومة وجعلها تتهاون في مواجهة العدو. والهدف من ذلك هو خلق شعور زائف بالطمأنينة لدى المقاومة، مما قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء استراتيجية.

في الوقت نفسه، يحرص الإعلام الإسرائيلي على تعزيز الروح المعنوية لدى جنوده وجمهوره. حيث يتم تسليط الضوء على تصريحات القادة العسكريين والسياسيين، مثل رئيس الوزراء ووزير الدفاع، الذين يزورون الحدود الشمالية ويؤكدون للجمهور أن “النصر قريب” وأن الجيش الإسرائيلي “يملك المفاجآت” للقضاء على حزب الله. هذه الرسائل تهدف إلى بناء الثقة في قدرات الجيش رغم التحديات الميدانية.

تحدي المقاومة اللبنانية واستمرار القتال

رغم الحملة الإعلامية التي يحاول من خلالها الإعلام الإسرائيلي خلق صورة مشرقة عن جيشه، تواصل المقاومة اللبنانية تحقيق الانتصارات الميدانية. في العديد من المعارك على الحدود الجنوبية، تمكنت المقاومة من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، سواء في الجنود أو المعدات العسكرية. هذا الأمر دفع الإعلام الإسرائيلي إلى التزام الصمت حول هذه الخسائر أو التطرق إليها بشكل محدود ومغلف بالتبريرات.

النجاح المستمر للمقاومة اللبنانية يعكس صمودها في وجه الضغوط العسكرية والإعلامية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من ترويج الإعلام الإسرائيلي لقوته المفرطة، يتضح أن المقاومة ما زالت قادرة على إحداث تأثير كبير على مجريات الحرب.

قد يعجبك ايضا