عام على طوفان الأقصى.. بين (مكاسب) المقاومة والقضية و(تكلفة) الصمود

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

مع مرور عام على انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، والتي بدأت فجر السبت، 7 أكتوبر 2023، نعود لاستذكار تلك العملية التاريخية التي هزت المستوطنات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة. العملية التي شهدت اقتحام مستوطنات والسيطرة على قاعدة عسكرية استخبارية إسرائيلية، نتج عنها الاستيلاء على وثائق وأجهزة سرية كشفت خطط الاحتلال الإسرائيلي تجاه القدس، وكشفت أيضاً عن شبكات الجواسيس العاملين لصالح إسرائيل من داخل القطاع، بالإضافة إلى أسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين.

اليوم، بعد عام من هذا الحدث، وما تلاه من عدوان إسرائيلي مدعوم أمريكياً ومتواطئ عربياً على غزة ولبنان، يتساءل الكثيرون عن نتائج تلك العملية. فالدمار الشامل لقطاع غزة، والعدد الهائل من الضحايا المدنيين، يثير أسئلة ملحة حول حسابات الربح والخسارة. هل كان “طوفان الأقصى” خطوة تستحق الثمن المدفوع؟ وما هي المكاسب التي تحققت رغم الخسائر الفادحة؟

الخسائر

تعرضت غزة لدمار هائل في بنيتها التحتية، حيث دُمرت المباني السكنية والمنشآت الحكومية، وانقطعت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. كما فقد القطاع وسائل النقل والعمل، بما في ذلك قوارب الصيد التي يعتمد عليها السكان.

ولكن الأكثر إيلاماً كان عدد الضحايا، إذ استشهد نحو 45 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة ما يقرب من 100 ألف آخرين. هذا إلى جانب الانهيار الاقتصادي المتواصل نتيجة الحصار الإسرائيلي، الذي جعل من غزة أكبر “سجن بشري” في العالم، حيث كان الاحتلال يتحكم في كمية الغذاء المسموح بإدخالها للقطاع، بالكاد لإبقاء الناس على قيد الحياة.

المكاسب

إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة: بعد عقود من التهميش، عادت القضية الفلسطينية لتتصدر المشهد العالمي. فقد أثارت عملية “طوفان الأقصى” اهتماماً عالمياً واسعاً، حيث تعرفت أجيال جديدة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

إفشال صفقة القرن: كانت “صفقة القرن” تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتفكيك الشعب الفلسطيني، إلا أن “طوفان الأقصى” قلب الموازين وأحبط تلك المخططات.

وقف موجة التطبيع العربي: العملية أثرت بشكل كبير على مسار التطبيع الذي كانت تتبعه عدة دول عربية، وخاصة السعودية والإمارات، وكشفت الوجه الحقيقي لهذه الأنظمة المتحالفة مع الاحتلال.

فضح المطبعين: نجحت العملية في تعرية الأنظمة العربية المطبعة، وكشفت نفاقها أمام شعوبها التي وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية.

عزل الكيان الإسرائيلي دولياً: “طوفان الأقصى” كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل ككيان استعماري قمعي، وتسبب في مقاطعة دولية غير مسبوقة، تجلت في انسحاب معظم الدول من قاعة الأمم المتحدة أثناء كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي في سبتمبر الماضي.

فضح السلطة الفلسطينية: أكدت العملية خيانة القيادة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، حيث تعاونت قوات الأمن الفلسطينية مع الاحتلال لاعتقال المقاومين في الضفة الغربية.

كشف خيانة الأنظمة العربية: ظهرت الأنظمة العربية، مثل الأردن ومصر، في أدوار علنية تدعم الاحتلال ضد شعوبها وضد الفلسطينيين، مما زاد من وعي الشعوب بهذه الخيانات.

كشف خيانة السعودية والإمارات: اتضح الدور الذي تلعبه السعودية والإمارات في خدمة الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك إرسال فرق تجسس تحت غطاء المساعدات الطبية.

تعرية الديمقراطية الغربية المزعومة: أظهرت “طوفان الأقصى” النفاق الغربي تجاه حقوق الإنسان، حيث قمعت السلطات الأمريكية والأوروبية أي محاولات للاحتجاج على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

ختاماً:

“طوفان الأقصى”، رغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة، حقق العديد من المكاسب السياسية والاستراتيجية التي أعادت إحياء القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومن الواضح أن هذه العملية لم تكن مجرد حدث عابر، بل محطة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وسيدرك هذا الجيل أو الجيل القادم كيف أن طوفان الأقصى كان بالفعل ضرورة قصوى لحماية القضية الفلسطينية، وأن الخسائر التي لحقت بالفلسطينيين أو اللبنانيين او العراقيين واليمنيين والسوريين لم يكن لها أن تقع ولم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكب كل هذه المجازر لو ان المتصهينين العرب من الأنظمة العميلة وقفوا إلى جانب الفلسطينيين ولم يقفوا مع الكيان وساندوه ودعموه وضد الفلسطينيين.

قد يعجبك ايضا