التموضع الأمريكي بعد “الوعد الصادق 2”: فشل الهيمنة وسقوط الأقنعة (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
مرةً أخرى تكشف الولايات المتحدة عن وجهها الحقيقي كداعمٍ أساسي للكيان الإسرائيلي الغاصب، مُستغلةً أي تصعيد لتعزيز نفوذها في المنطقة وإطالة أمد هيمنتها.
وبعد عملية “الوعد الصادق 2″، والتي جاءت كردّ إيراني مشروع على العدوان الإسرائيلي المتكرر واغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وحسن نصر الله، أصبحت واشنطن في موقف حرج، غير قادرة على كبح ردود أفعال حلفائها أو مواجهة الحقيقة المرة: “فشلها الذريع في ردع محور المقاومة”.
التموضع الدبلوماسي من الرد الإسرائيلي المحتمل:
إسرائيل، التي لا تتردد في استغلال كل فرصة لشن عدوان جديد منذ السابع من أكتوبر الماضي، تتلقى تعليماتها من واشنطن التي تسعى جاهدةً لضبط رد الفعل الإسرائيلي.
ورغم الدعاية الغربية التي تتحدث عن ضبط النفس، فإن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة تقف خلف كل جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، سواء كان ذلك عبر الدعم العسكري أو التغطية السياسية. لكن ما يغفله الأمريكيون هو أن محور المقاومة، بقيادة إيران، لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات استفزازهم أو تهديد أمنهم.
فالرد الإيراني في “الوعد الصادق 2” كان رسالة واضحة بأن زمن الصمت قد ولى.
الدور الأمريكي المباشر في المواجهة:
تماماً كما حكى زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي في خطابه اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، فمنذ عقود، كانت الولايات المتحدة الحامي الأول للكيان الصهيوني، تزوّده بأحدث الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، وتعمل بكل الوسائل لإحباط أي جهود تقاوم هيمنتها.
ومع كل خطوة عدوانية تقوم بها إسرائيل، يظهر الأمريكيون في الصورة متبرئين ومتنصلين من مسؤوليتهم عن الدماء التي تسفك. ومع ذلك، فإن بصماتهم واضحة في كل جريمة ترتكب سابقاً أو حتى خلال العام المنصرم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والآن في لبنان وما صاحبها أيضاً من جرائم في كل من العراق واليمن وسوريا، وآخرها عملية اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله لم تكن لتتم لولا الضوء الأخضر الأمريكي.
النظرة الأمريكية للحرب الإقليمية:
واشنطن تخشى المواجهة المباشرة مع إيران، وهي تعرف تماماً أن إيران قوة إقليمية لا يُستهان بها. ومع ذلك، تحاول إدارة بايدن التظاهر بالدبلوماسية، في حين أنها في الواقع تواصل التحريض على التصعيد.
المقالات الغربية المتحيزة تحاول تبرير خوف الأمريكيين من أي مواجهة إقليمية، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن إيران ومحور المقاومة أصبحوا الرقم الأصعب في المعادلة الإقليمية، ولن يسمحوا لإسرائيل أو الولايات المتحدة بالتحكم بمصير المنطقة.
الحركة الأمريكية الميدانية:
أما على مستوى التحركات الميدانية الأمريكية في المنطقة فتبرز من خلال أعلن البنتاغون عن تعزيز وجوده العسكري في المنطقة بعد “الوعد الصادق 2″، في محاولة لإظهار القوة، وتخويف إيران من الرد على أي عدوان إسرائيلي جديد يستهدفها. ولكن ما يجهله الأمريكيون هو أن كل هذه التحركات لن تثني محور المقاومة عن مواصلة الرد على أي اعتداء. فإيران أثبتت أن قدراتها الصاروخية تجاوزت كل توقعات العدو، وأن أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي سيقابل برد قاسٍ يفوق كل الحسابات.
وأمام هذا المشهد المتصاعد، بات واضحاً أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخسران رهان الهيمنة على المنطقة. فإيران ومحور المقاومة أظهروا شجاعة وثباتاً في مواجهة العدوان، وما “الوعد الصادق 2” التي تتوج عام كامل من صمود المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا إلا بداية مرحلة جديدة من الردع والمقاومة.
لن تكون المنطقة كما كانت، ولن تسمح قوى المقاومة للأمريكيين والصهاينة بتحقيق أحلامهم التوسعية على حساب أمن واستقرار شعوب المنطقة.