تقرير: القواعد العسكرية الإسرائيلية المستهدفة في الضربة الإيرانية الأخيرة (صور + وتفاصيل دقيقة)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في الأول من أكتوبر الجاري، نفذت إيران عملية صاروخية جريئة استهدفت عدة مواقع حساسة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، ضاربة بقوة في عمق ما يسمى بـ”المناطق المحصنة” التي لطالما تباهى بها الصهاينة. العملية جاءت تحت مسمى “الوعد الصادق 2″، لترسل رسالة واضحة: طهران قادرة على الوصول إلى قلب المراكز العسكرية والأمنية الأكثر سرية، مما يُعري كذبة التفوق الأمني الإسرائيلي.
ضربات دقيقة لأهم القواعد الجوية
استهدفت الصواريخ الإيرانية قاعدة تل نوف، واحدة من أقدم وأهم قواعد سلاح الجو الإسرائيلي. وتضم القاعدة أسراب طائرات مقاتلة من طراز F-15 وأخرى من الطائرات المسيرة “إيتان” وTP. فضلاً عن وحدات النخبة مثل وحدة الإنقاذ والإخلاء 669 ووحدة “شالداغ” الخاصة، كما يُعتقد بوجود مخازن للأسلحة النووية القريبة منها. هذه القاعدة التي تلعب دورًا حاسمًا في تنفيذ العمليات الجوية الكبرى، أصبحت الآن في مرمى الصواريخ الإيرانية، وهو ما يُثير تساؤلات حول مدى قدرة الاحتلال الإسرائيلي على حماية مثل هذه المنشآت الحيوية.
حتسريم.. قلاع وهمية تنهار
استهدفت الهجمات الإيرانية أيضًا قاعدة حتسريم الجوية قرب بئر السبع. وهذه القاعدة، التي تضم طائرات F-16 وأسراب تدريب الطيارين، تعد من الأعمدة الأساسية لسلاح الجو الإسرائيلي. كما أن التقارير تُرجّح أن حتسريم تلعب دورًا في برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلية، مما يجعل الهجوم عليها ضربة مزدوجة، وتؤكد أن إيران لا تتردد في توجيه رسائلها القاسية إلى الكيان الغاصب.
نيفاتيم تحت النار.. فضيحة جديدة
أكبر قاعدة تعرضت للقصف كانت قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي الأكبر في كيان الاحتلال، إذ لم تفلت هي الأخرى من الضربات. وهذه القاعدة، التي تحتوي على أسراب F-35 المتطورة وطائرات النقل والتزود بالوقود، وتُعد العمود الفقري لأي عملية جوية كبرى. ورغم ضخامة هذه القاعدة، إلا أنها تعرضت سابقًا لهجمات في “الوعد الصادق 1″، واليوم تتلقى ضربة أخرى أكبر وأعمق من الضربة السابقة. كما أن القاعدة هي مركز تواجد رادار X-band الأمريكي الذي يُزعم بأنه قادر على كشف التهديدات من آلاف الكيلومترات ورغم ذلك لم يكن كافيًا لحمايتها، مما يفضح زيف الأسطورة حول الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
صفعة مزدوجة للموساد ووحدات التجسس
الضربة الأكثر إحراجًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي جاءت في معسكرات غليلوت، حيث تعرضت مقرات وحدة 8200 للتنصت الإلكتروني ومقر الموساد المركزي لضربة نوعية. هذه المراكز التي تُعتبر العقل الاستخباراتي لإسرائيل والمسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية، تلقت صفعة قوية من صواريخ طهران. ويرى مراقبون أن استهداف هذه الوحدات ليس مجرد ضربة عسكرية، بل هو اختراق لعمق الأمن القومي للاحتلال الذي لطالما اعتمد على قدراته الاستخباراتية في محاربة وإضعاف المنطقة.
إنذارات في قلب الكيان.. رعب لم يسبق له مثيل
لم تقتصر الضربات على الأهداف العسكرية والاستخباراتية فحسب، بل تم توجيه صواريخ نحو أجهزة الرادار التي تتحكم في منظومات الدفاع الصاروخي الجوي الأكثر تطوراً لكيان الاحتلال وهما منظومتي “آرو-2″ و”آرو-3” التي لا تستطيع إسرائيل إسقاط الصواريخ اليمنية الفرط صوتية إلا باستخدامها كونها أعلى طبقة دفاعية تملكها إسرائيل ولعل استهداف الرادارات الموجهة للصواريخ الدفاعية هو ما يفسر سبب تفوق الهجوم الصاروخي الإيراني وفشل الاحتلال في اعتراض الصواريخ إلا بنسبة طفيفة.
الهجوم الإيراني الأخير استهدف معظم مناطق الاحتلال الإسرائيلي من الشمال إلى الجنوب لدرجة أن صفارات الإنذار في تلك الليلة دوت في أكثر من 1864 مستوطنة، وخاصة في المناطق الوسطى حيث يتركز سكان الاحتلال. هذا الهجوم الشامل بعث برسالة واضحة: أن لا مكان آمن داخل “إسرائيل”.
هشاشة الكيان أمام القوة الإيرانية
الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة جاءت لتكشف للعالم أن “الكيان الذي لا يُقهر” مجرد وهم. وأن القواعد العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية التي لطالما ادعى الصهاينة أنها محصنة، أُصيبت بصواريخ دقيقة أظهرت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي باتت عاجزة عن التصدي لتهديدات تقترب من قلب إسرائيل. وأن إيران لم تعد تكتفي بالتصريحات، بل أصبحت ضرباتها واقعية، وتؤكد أن زمن الغطرسة الصهيونية قد ولى، وأن الردع الصاروخي الإيراني قادر على قلب موازين الصراع في المنطقة.
ما حدث في الأول من أكتوبر الجاري صفعة مدوية للكيان الصهيوني، ودرس قاسٍ لمن اعتقد أن بإمكانه استعراض القوة دون مواجهة عواقب وخيمة.