ما لا تعرفه عن السنوار !! مهندس الملحمة الجبارة و الكابوس المزمن للاحتلال
محمد بن عامر – المساء برس|
عملية (طوفان الأقصى) ألقت الضوء على شخصية فلسطينية فريدة من نوعها، يحيى السنوار، الرجل الذي قضى ما يقرب من 23 عامًا في سجون الاحــ.ــتــلال الإســـرائـيـلـي دون أن ينكسر، بل خرج ليصبح قائدًا لفصائل المقاومة الفلسطينية، وخطط للعديد من العمليات العسكرية ضد الـمــحـــتـل.
ولد يحيى السنوار في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة عام 1962م. اعتُقل لأول مرة عام 1982 (اعتقال إداري أربعة أشهر)، ثم عام 1985 (ثمانية أشهر)، وأخيراً عام 1988 (مؤبد) حتى الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011.
كان السنوار في الأسر شخصية هادئة وثقافية، يمارس الألعاب الرياضية كالتنس الطاولة، ويقرأ ويتعلم اللغة العبرية، وقد قام بترجمة أربعة كتب عن السياسة الإسـرائــيــلــيــة والأحزاب والأجهزة الأمنية.
وفي عام 2004، أصدر السنوار روايته الأدبية الوحيدة، والتي يراها البعض تاريخًا للقضية الفلسطينية منذ عام 1967، مما يجعله أديبًا ومثقفًا وسياسيًا متنورًا، إلى جانب كونه قائدًا عسكرياً، ليجسد بطريقة فريدة نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته.
ما يُميز هذا القائد هو دهائه السياسي وذكائه الاستثنائي – على سبيل المثال لا الحصر – تضليل الإسـرائــيــــلـيـيـن خلال فترة سجنه، وإيهامهم بأنه لا يرغب في الحرب، وتصريحه بعد الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011 للصحف الأجنبية قائلاً: “لا أريد الحرب بعد الآن وأرغب في وقف إطلاق النار”.
ليتبين لاحقًا أن ذلك كان جزءًا من استراتيجيته لكسب الوقت تمهيدًا لـ (طوفان الأقصى)، التي كبدت الاحـــتــلال خسائر بشرية وعسكرية، وهزت صورة أجهزته الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.
وقد أعلن الــعــدو أن تصفية السنوار أحد أهداف عمليته “السيوف الحديدية” على القطاع، والتي جاءت ردا على (الطوفان).
هذا الرجل العظيم، تجسّدت فيه روح المقاومة، والتضحية، والصمود، والإرادة الفلسطينية التي لا تلين ولا تنكسر. فعلى الرغم من كل ما تعرض له من اضطهاد واعتقال، خرج ليكون صوت فلسطين الحرّ والمقاوم، ليس بالسلاح فحسب، بل بالثقافة، والعلم، والتنوير.
من حائط الكاتب على منصة “أكس”