تحليل لخطاب زعيم أنصار الله رسائل للمقاومة اللبنانية وإيران ومحور الشرّ الإسرائيلي الأمريكي
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في أول خطاب له بعد اغتيال كيان الاحتلال الإسرائيلي للشهيد حسن نصر الله، سلّط زعيم أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، الضوء على أهمية الشهيد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ودوره المحوري في المقاومة الإسلامية ومواجهة العدو الإسرائيلي، واصفًا إياه بشهيد الأمة والإسلام والمسلمين جميعًا.
فيما يلي تحليل لخطاب زعيم أنصار الله الأخير والذي يعكس عدداً من الرسائل والمحاور الاستراتيجية المهمة التي طرحها الحوثي، والتي يمكن قراءتها ضمن سياق أوسع للأحداث الجارية في المنطقة.
رمزية الشهيد نصر الله وأهمية دوره:
ركز زعيم أنصار الله في كلمته على المكانة العالية التي يحتلها السيد حسن نصر الله، مشيرًا إلى دوره الجهادي البارز على مدار أكثر من 40 عامًا، في إشارة ليست مجرد تقدير لشخص نصر الله، بل تهدف إلى توجيه رسالة إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء بأن المقاومة التي قادها نصر الله لن تنكسر باستشهاده، معززاً هذه الرسالة الموجهة بتأكيده أن نصر الله كان رمزًا للصمود والقيادة الحكيمة، ليس فقط في لبنان وفلسطين، بل في كل الأمة الإسلامية.
العدو الإسرائيلي وخطره المتواصل:
وأشار الحوثي بوضوح إلى العداء الصهيوني للأمة الإسلامية، مستشهداً بمحاولات إسرائيل المستمرة لتصفية قادة المقاومة، مثل السيد نصر الله.
ومن خلال استعراضه لاستهداف نصر الله، لمّح الحوثي إلى أن إسرائيل تدرك جيدًا مدى التأثير الكبير لنصر الله في مقاومة مشروعها التوسعي، وأن استشهاده لم يكن مجرد ضربة لحزب الله، بل هو محاولة لضرب الروح المعنوية للمقاومة بأكملها. وهنا يكمن التحدي الأكبر للعدو، كما أوضحه زعيم أنصار الله، حيث أكد أن المقاومة لن تنكسر، بل ستزداد صلابة بعد هذه الأحداث.
الدعم الأمريكي لإسرائيل:
ولم يغفل زعيم أنصار الله في خطابه الأخير اليوم عن دور الولايات المتحدة في دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن كل ما تفعله إسرائيل يتم بدعم مباشر ومشاركة أمريكية، وفي هذه الجزئية حاول السيد الحوثي التنبيه إلى أن الارتباط الواضح بين إسرائيل وأمريكا أبرز تهديد مشترك للأمة الإسلامية.
الصمود والثبات في وجه العواصف:
وأبرز الحوثي في كلمته أن حزب الله، رغم التحديات الكبيرة ومحاولات العدو الإسرائيلي لإضعافه على مدى العقود الماضية، لا يزال صامدًا بفضل بنيته الإيمانية والجهادية، وهذا التأكيد على الصمود هو رسالة طمأنة للحاضنة الشعبية للمقاومة، سواء في جنوب لبنان أو في لبنان بأكملها، بأن استشهاد قادة المقاومة لا يعني نهاية مشروعها، وبالعكس، كما قال الحوثي، فإن “مسيرة حزب الله باقية وثابتة”، وسيستمرون في مواجهة التحديات بقوة وثبات.
الوحدة الإسلامية ومواجهة الفتنة الطائفية:
وشدد السيد الحوثي على أن السيد نصر الله كان له دور كبير في مواجهة الفتن الطائفية التي تحاول إسرائيل وأمريكا زرعها بين المسلمين. وفي هذا المحور من الكلمة يلمح الحوثي إلى أهمية الوحدة الإسلامية في مواجهة المخططات التي تستهدف تقسيم الأمة، وفي هذا السياق أيضاً عاد الحوثي لوضع الشهيد نصر الله في سياق أوسع كقائد لم يكن معنيًا فقط بلبنان وفلسطين، بل بالأمة الإسلامية ككل، حيث أشار إلى دعم الشهيد السابق للبوسنة، وموقفه من القضايا الإقليمية الأخرى، بما في ذلك دعم الشعب اليمني ووقوفه إلى جانبه بعد العدوان السعودي الأمريكي عليه، وبقدر ما كانت هنا الإشارة في مسألة أهمية الوحدة الإسلامية في مواجهة مخططات العدو إلى الاستشهاد بدور الشهيد حسن نصر الله، بقدر ما كانت أيضاً رسائل مبطنة موجهة للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتعرض لضغوط قوية وتهديدات غربية بشأن موقفها المساند والداعم لجبهات المقاومة والمواجهة للعدو الإسرائيلي.
تحذير العدو من الانهيار:
ولم يكتفِ الحوثي بمدح نصر الله، بل وجه تحذيرًا واضحًا لإسرائيل وأمريكا بأن استهداف قادة المقاومة لن يحقق لهم الانتصار الذي يسعون إليه. وبالعكس، استشهاد نصر الله سيزيد المقاومة عزيمة وصلابة. وأكد أن حزب الله، ببنيته الإيمانية المتماسكة، لن ينهار أمام الهجمات الإسرائيلية أو المخططات الأمريكية.
مزيج من الحزن والأمل
وبكونها كانت الخطاب الموسّع الأول للسيد عبدالملك الحوثي بعد اغتيال نصر الله، يمكن القول أن هذه الكلمة كانت مزيجاً من الحزن العميق على استشهاد السيد حسن نصر الله، والأمل الكبير في استمرار مسيرة المقاومة. وهذا ما يتضح من خلال حديثه، الذي سعى فيه إلى تثبيت الحاضنة الشعبية للمقاومة وإرسال رسالة قوية للعدو بأن المشروع المقاوم، الذي كان نصر الله أحد أعمدته، لن ينتهي بل سيستمر بقوة. كما أظهر ارتباطه الروحي والإيماني بقضايا الأمة الإسلامية، مشددًا على أهمية الوحدة والتماسك في مواجهة المخاطر المشتركة التي تهددها.