“سيف الشمال” وقدرات حـزب الله: هل سينجح الاحتلال هذه المرة ؟
محمد بن عامر – المساء برس|
في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية التي تتغنى بها الولايات المتحدة، يمضي الإســرائـيـلــي قدمًا في خططه التوسعية في جنوب لبنان، تحت مسمى عملية “سيف الشمال”، وذلك بدعم أمريكي غربي مطلق، وأمام صمت المجتمع الدولي، وفي ظل تخاذل وتواطؤ بعض الأنظمة العربية.
هذا التصعيد غير المبرر يأتي في وقت يشهد لبناننا الحبيب أزمة إنسانية حادة، نتيجة الغارات الصهيونية المستمرة التي أسفرت، خلال الأسبوعين الماضيين، بحسب الصحة اللبنانية، عن اسـتــشـهـاد أكثر من 1000 لبناني وإصابة 6000 آخرين، بالإضافة إلى نزوح نحو مليون شخص، أي ما يعادل خمس السكان.
كما جرت العادة، قام المسؤولون الأمريكيون بإبلاغ الوفد الإســـرائــيــلــي الذي زار واشنطن هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة مستعدة تمامًا إذا اندلع صراع واسع النطاق بين الكـ.ـيــان وحــزب الله اللبناني على الحدود الشمالية لفــلـ.ـســطــيــن الــمــحــتــلة.
واشنطن هنا تعطي فعلياً للإسـرائـيـلــي الضوء الأخضر للمضي قدماً في عـ.ـدوانه، وكأنها تقول:”تابع فقط، وسنتولى الباقي.
إن هذه الأحداث والممارسات تفضح مرارا وتكرارا نــفــاق الادعاءات الأمريكية فيما يتعلق بالسلام وحقوق الإنسان، وتؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة لا تسعى بصدق إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك لكون السلام يتعارض مع مصالحها ونفوذها القائم على استراتيجية دعم الإرهـاب وتأجيج الــفــوضــى والتــطــرف والــصــراعـات.
مما لا شك فيه أن الشعب اللبناني البطل والصامد، مدعوماً بالـمـقــاومـة القوية بالله، التي أثبتت قدرتها على مواجهة الاحــتـلال الإســرائـيـلــي وهزيمته مراراً وتكراراً، لن يخيفه هذا الـعــدوان الأخير.
الـمــقـاومـة اللبنانية، بقيادة حــزب الله، التي أجبرت الـــكـيــان الــغـاصب على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000م وحققت انتصارات كبيرة في عملية “الوعد الصادق” عام 2006، تمتلك القدرات والإمكانات اللازمة لترجيح كفة ميزان المعركة لصالحها.
لدى حــزب الله تاريخ حافل بالتضحيات والانتصارات، وقد اكتسب خبرات قتالية نوعية ومعارف استراتيجية متقدمة، ويمتلك ترسانة صاروخية قوية قادرة على الردع والرد على أي عــدوان إســرائـيـلــي، وها هو اليوم أقوى من أي وقت مضى، ويفرض معادلة جديدة باستهداف أهداف حيوية في ضواحي تل أبـيب بصواريخ حديثة ومتطورة.
وحتمًا أن الإرادة الحديدية للشعب اللبناني والـمـقـاومـة الباسلة ستكسران شوكة هذا الاحـــتـــلال الذي يعجز عن إخماد شرارة عزيمة لبنان المتوقدة رغم فارق الإمكانيات.
النصر، بإذن الله، سيكون حليف المقاومة، وسيبقى لبنان شامخًا عصيًا على أعداء الأمة، رافضًا الانكسار، متشبثًا بكرامته وعزته.
من حائط الكاتب على منصة “أكس”