اهتزاز كبير في الجبهة الداخلية للاحتلال بعد الهجوم الإيراني.. الإسرائيليون: “أكتوبر ونتنياهو نكبة إسرائيل”

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في لحظة حاسمة من الصراع والحرب بين الكيان الإسرائيلي ومحوره الغربي والعربي المتصهين من جهة والمحور الفلسطيني ومحوره المساند الممتد من العراق إلى إيران واليمن ولبنان وسوريا، جاء الرد الإيراني المدمر على الكيان الإسرائيلي أمس الثلاثاء ليكشف ضعف هذا الكيان الذي طالما تظاهر بالقوة والمناعة.

فبعد الترويج الإسرائيلي لنجاحاته المزعومة عقب اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، جاء الرد الإيراني ليحوّل نشوة النصر إلى كابوس مرعب. إطلاق إيران لأكثر من 250 صاروخًا باليستيًا باتجاه مواقع حيوية وعسكرية في إسرائيل، قلب الطاولة على الاحتلال وأدخل المستوطنين في حالة من الهلع والخوف، مكشفًا هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية.

“أكتوبر شهر النكبات” — معركة نفسية ضد الكيان المهزوز

توقيت الرد الإيراني في شهر أكتوبر لم يكن عشوائيًا، فشهر أكتوبر يمثل للإسرائيليين ذكرى النكبات والهزائم. تصريحات المستوطنين تؤكد أن الضربات الإيرانية أعادت لهم شبح السابع من أكتوبر، مما أشعل حالة من الذعر في الشارع الإسرائيلي. المستوطنون أنفسهم وصفوا أكتوبر بأنه “شهر النكبات”، مشيرين إلى أنهم لم ينسوا بعد ما حصل في العام الماضي، والآن تأتي إيران لتذكّرهم مجددًا بالعجز الذي يعاني منه كيانهم.

إسرائيل، التي طالما تروّج لتفوقها العسكري، وجدت نفسها في حالة من الفوضى بعدما تعطلت حركة القطارات وتوقفت عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون، كما أشارت صحيفة “إسرائيل اليوم”. هذا الوضع كشف بوضوح أن الاحتلال ليس قادرًا على حماية جبهته الداخلية، رغم كل التحذيرات والتهديدات التي أطلقها قادته.

“الرد سيكون قاسيًا” — وعود جوفاء أمام ضربة استراتيجية

التصريحات الإسرائيلية التي أعقبت الهجوم الإيراني تعكس حالة من الارتباك والإحباط. القادة الإسرائيليون، من نتنياهو إلى وزير الحرب، توعدوا برد “قاسٍ” و”غير متوقع”. لكن هذا الكلام لم يفلح في رفع معنويات المستوطنين الذين يعيشون تحت وطأة الصواريخ الإيرانية. كما أشار أحد المستوطنين: “ما يحدث الآن يجعلنا نعيد التفكير في كل ما قيل لنا عن قوة إسرائيل”.

التضارب في تصريحات القادة الإسرائيليين يعكس ضعف التخطيط الاستراتيجي. بينما هدد البعض بقصف المنشآت النووية الإيرانية، رأى آخرون أن الوضع قد يخرج عن السيطرة ويقود إلى حرب إقليمية واسعة. هذه المخاوف ظهرت جليًا في تصريحات أعضاء الكنيست ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي باتت تتساءل: “إلى أين تقودنا هذه المواجهة؟”.

الهجوم الإيراني: رسالة واضحة للكيان وحلفائه

الرد الإيراني لم يكن مجرد إطلاق صواريخ، بل هو رسالة قوية إلى إسرائيل وحلفائها بأن محور المقاومة قادر على قلب الموازين في أي لحظة. إيران لم تستهدف المدنيين كما يروج الاحتلال عادة لتبرير قصفه للمناطق المدنية في غزة ولبنان، بل كانت الضربات مركزة على المواقع العسكرية الحساسة. الإعلام الإسرائيلي نفسه أكد ذلك، حيث أشار مراسل القناة 13 العبرية إلى أن “إيران استهدفت القواعد العسكرية ولم توجه صواريخها نحو السكان المدنيين”.

هذا النوع من الهجوم الاستراتيجي يُظهر أن إيران وحلفاءها لا يسعون فقط إلى الرد على العدوان الإسرائيلي، بل يهدفون إلى توجيه ضربة موجعة لقدرات الاحتلال العسكرية والنفسية. كما قال عضو الكنيست ألموغ كوهين: “إيران أعلنت الحرب على إسرائيل”، لكن ما يغفله الاحتلال هو أن هذه الحرب ليست فقط عسكرية، بل هي حرب نفسية تشلّ كيانه من الداخل.

“نتنياهو في الملاجئ” — انهيار القيادة الإسرائيلية

إحدى أبرز اللحظات التي كشفت عن حالة الذعر في إسرائيل كانت عندما نقلت القناة 13 العبرية خبر اختباء نتنياهو وعدد من الوزراء في مكان محصن تحت الأرض في القدس. هذه الصورة تعكس بوضوح حالة الهلع التي وصلت إلى أعلى مستويات القيادة الإسرائيلية. فكيف يمكن لنتنياهو، الذي طالما تفاخر بقدرته على حماية إسرائيل، أن يختبئ في الملاجئ بينما يتعرض جيشه ومستوطنوه لضربات متتالية؟

الإعلام الإسرائيلي نفسه بدأ في توجيه الانتقادات إلى القيادة العسكرية والسياسية، حيث أكد المحلل العسكري “يوسي ميلمان” أن “إسرائيل لم تنجز شيئًا” حتى الآن في مواجهة هذا التصعيد. بل إن العديد من التقارير تشير إلى أن الهجمات الإيرانية هي فقط البداية، وأن هناك موجات أخرى من الصواريخ قد تكون قادمة.

“الردع الإسرائيلي سقط” — فشل منظومة الدفاع

الهجمات الإيرانية كشفت ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية التي طالما روّج لها كخط دفاع أول ضد أي تهديد. ورغم مشاركة الولايات المتحدة في اعتراض الصواريخ، وفقًا لما ذكرته القناة 12 العبرية، إلا أن هذا لم يمنع الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها وإحداث حالة من الفوضى داخل إسرائيل.

الفشل في التصدي لهذا الهجوم ترك أثرًا نفسيًا مدمرًا على المستوطنين، الذين باتوا يدركون أن الاحتلال الذي يعيشون في ظله ليس قادرًا على توفير الأمان لهم. هذه الحقيقة جعلت البعض يطالب بوقف الحرب فورًا، كما أشار رئيس بلدية تل أبيب، الذي انتقد نتنياهو واتهمه بإدخال إسرائيل في “جنون غير محسوب”.

قد يعجبك ايضا