تفاصيل اليوم الثاني للجبهة الشمالية للاحتلال الإسرائيلي الرقم الحقيقي للقتلى يتجاوز 42
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في ضوء المعارك المستمرة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومع تزايد عمليات المقاومة الفعالة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتزايد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من محاولات الاحتلال إخفاء حجم خسائره الفادحة، إلا أن المعلومات الميدانية والتقارير الإعلامية تكشف حجم الفشل العسكري الذي يواجهه الكيان في تصديه لعمليات المقاومة، وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية التصعيد الأخير برياً من قبل جيش الاحتلال على الجبهة الشمالية منذ أن أعلن عن مناورته البرية “المحدودة” حد زعمه.
فشل إسرائيلي في إخفاء الخسائر البشرية
منذ بداية العمليات، يحاول الجيش الإسرائيلي بشتى الوسائل التعتيم على خسائره الفعلية، إذ اعترف فقط بمقتل 8 جنود بينما جنوده الذين لا ينتمون لعائلات إسرائيلية (ممن تم استقدامهم من خارج فلسطين المحتلة) فلا يعترف الاحتلال بهم ولا ينعيهم، بينما تشير التقديرات المستندة إلى مصادر المقاومة اللبنانية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى ما بين 42-64 قتيلاً.
وتؤكد هذه الفجوة بين الأرقام المعلنة والتقديرات الحقيقية محاولات الاحتلال إخفاء حجم خسائره لرفع معنويات مستوطنيه، خاصة في المناطق الشمالية التي أصبحت تحت رحمة صواريخ المقاومة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترفت بشكل متقطع بعدد من القتلى، فيما نعَت بعض مجالس المستوطنات 4 جنود فقط. لكن التقارير الميدانية تشير إلى أن القتال العنيف أدى إلى تدمير 3 دبابات “ميركافا”، ما يعني أن طاقم الدبابات قد لقوا حتفهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إصابات الجنود التي وصفت بالخطيرة قد تؤدي إلى ارتفاع حصيلة القتلى مع مرور الوقت.
الجرحى فوق الـ100 ومعنويات العدو متدهورة
وفيما يتعلق بالجرحى، تشير تقديرات المقاومة إلى أن ما لا يقل عن ما بين 70-130 جنديًا إسرائيليًا أصيبوا بجروح متفاوتة منذ بدء التصعيد البري الإسرائيلي على الجبهة الشمالية له مع المقاومة اللبنانية على الحدود الجنوبية للبنان، وهو ما تدعمه التقارير الإعلامية التي ذكرت نقل العديد من الجرحى بواسطة المروحيات إلى المستشفيات الإسرائيلية، فمستشفى “زيف” في صفد وحده أعلن عن استقباله 39 جنديًا مصابًا من معارك جيش الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، وهذا العدد المرتفع من الجرحى يُظهر ضعف الدفاعات الإسرائيلية في مواجهة تكتيكات المقاومة التي تعتمد على الاشتباكات المباشرة وكمائن العبوات الناسفة والهجمات الصاروخية الدقيقة.
المقاومة تحقق انتصارات نوعية
وتظهر العمليات الميدانية التي نفذتها المقاومة اليوم الأربعاء تقدمًا كبيرًا في القدرة القتالية والقدرة على إلحاق خسائر موجعة بالعدو.
ولعل واحدة من أبرز تلك العمليات كانت التصدي لمحاولة تسلل إسرائيلي في بلدة العديسة، حيث وقع الاشتباك المباشر الذي أدى إلى مقتل ما بين 5-10 ضباط وجنود إسرائيليين وإصابة عدد مماثل، إضافة إلى ذلك، ضربت المقاومة بصواريخها ثكنات عسكرية في الشوميرا وزرعيت وأفيفيم، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.
كما تشير التقارير أيضًا إلى أن المقاومة استخدمت صواريخ موجهة لتدمير ثلاث دبابات في مارون الراس، مما أسفر عن مقتل وإصابة طواقمها بالكامل، وهذه العمليات تكشف مدى فعالية التكتيكات التي تعتمدها المقاومة في استنزاف الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة.
محاولات إسرائيلية لتقليل الصدى الإعلامي
على الرغم من حجم الخسائر، تحاول إسرائيل تقليل الصدى الإعلامي لتلك الضربات المؤلمة من خلال السيطرة على تدفق المعلومات، فالصفارات التي دوّت في مناطق عدة مثل مستعمرة شتولا وثكنة الشوميرا تشير إلى استهدافات دقيقة من المقاومة، لكن الإعلام الإسرائيلي لا يقدم تفاصيل عن الأضرار البشرية والمادية بموجب تعليمات من الرقابة العسكرية التي تمنع النشر، وهذا التكتم الإعلامي يهدف إلى منع تدهور الروح المعنوية لدى الجنود والمستوطنين، خاصة مع تصاعد الضغوط النفسية في ظل عدم تحقيق أي انتصار ملموس.
الهزيمة النفسية تسبق العسكرية
وخلال اليوم الثاني لعملية الاحتلال البرية على جبهة جنوب لبنان يتضح أن الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي ليست فقط في الأرواح والمعدات، بل تمتد إلى جبهة المعنويات، وهذا ما تؤكده محاولة الاحتلال الإسرائيلي إخفاء حجم خسائره والتي تعكس حجم الهزيمة النفسية التي يواجهها، ومع تزايد قتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي، وعدم القدرة على احتواء صواريخ المقاومة أو التصدي لتكتيكاتها العسكرية، يبدو أن الاحتلال يدخل في مرحلة حرجة من الاستنزاف الميداني والنفسي.
أما المقاومة اللبنانية، فهي من جانبها، لا تزال تواصل عملياتها بكفاءة عالية، مستهدفة أهدافًا استراتيجية بشكل متكرر، ما يعمّق من جراح الاحتلال. ومع استمرار المعارك، ستظل خسائر كيان الاحتلال في تصاعد، مما يشير إلى أن التصعيد لن يكون في صالحه ولذا عليه ألا ينتظر تحقيق النصر.