العربية والحدث وسكاي نيوز.. صوتٌ لكيان الاحتلال الإسرائيلي (تقرير بالتفاصيل)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
منذ اندلاع التصعيد العسكري الإسرائيلي على لبنان، أثبتت بعض وسائل الإعلام الخليجية، وخصوصاً قنوات “العربية” و”العربية الحدث” و”سكاي نيوز عربية”، أنها لم تكن مجرد منصات لنقل الأخبار، بل جزء من آلة إعلامية صهيونية ومُنحازة بشكلٍ سافر لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي.
والملاحظ وبوضوح أن القنوات الخليجية تبدأ تغطيتها ونشراتها بتسليط الضوء على خسائر المقاومة اللبنانية والغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع، متجاهلة الهجمات التي تنفذ على الكيان الإسرائيلي.
وفي كل نشرة إخبارية، تتكرر جملة “الحزب لم يحقق أي انتصارات”، لتؤسس رواية مغلوطة عن فشل المقاومة، وتعزيز الانطباع بأن كيان إسرائيل هو المنتصر الوحيد، بينما تكمن الحقيقة في مكان آخر، حيث تمثل المقاومة اللبنانية شوكة في حلق المشروع الصهيوني، ما زالت تؤرق الكيان رغم الدمار الذي يُلحقه بلبنان.
لم تتوقف “العربية” وأخواتها عند هذا الحد، بل روّجت مرارًا وتكرارًا لفكرة أن “إيران قد تخلت عن حزب الله”، في محاولةٍ بائسة لإحداث شرخ بين حلفاء المقاومة، ودفع الجمهور للاعتقاد بأن المقاومة في لبنان باتت معزولة ومهملة. هذه الفكرة عززتها القناة من خلال استضافة ضيوف معروفين بعدائهم لحزب الله، مثل جورج العاقوري، الذي لم يتردد في مهاجمة المقاومة بأشد العبارات، وكأن الحرب الإعلامية باتت سلاحاً موازياً للقصف الصهيوني.
ولا تكتفي هذه القنوات بالتضليل الإعلامي فحسب، بل تسعى بشكلٍ خفي لخلق تبريرات للإجرام الإسرائيلي.
نتنياهو يهدد، والعربية تبرر، وكأنها تتبنى وجهة نظر المستعمر الصهيوني، وتُظهر المقاومة وكأنها المعتدية التي تسلب الإسرائيليين “حقوقهم”.
وحتى المآسي الإنسانية التي يتسبب بها الاحتلال، مثل نزوح السكان وتدمير البنى التحتية، يتم توجيهها في تقارير “العربية” وأخواتها وكأن المقاومة هي المسؤولة عنها، بينما يغيب الاحتلال عن دائرة الاتهام.
ومن خلال هذا الأسلوب المتماسك والمنحاز، يلتزم الإعلام السعودي والإماراتي بنقل أخبار الاحتلال بدقة، وحتى تحليلاتهم تتطابق مع الرواية الصهيونية.
فبدلاً من الحديث عن صمود المقاومة أو تداعيات العدوان الإسرائيلي، نجد هذه القنوات تسعى دائمًا لتسويق الانطباع بأن المقاومة تنهار وأن الحل الوحيد هو الرضوخ للشروط الإسرائيلية، دون أي حديث عن الحقوق اللبنانية أو الجرائم التي يرتكبها العدو.
وفيما يلي نستعرض أبرز سمات الأداء الإعلامي لقنوات العربية والحدث وسكاي نيوز عربية بخصوص التصعيد الصهيوني في لبنان منذ بدء التصعيد قبل أسبوع وحتى الآن، في النقاط التالية:
1. أداء إعلامي مهتم بالمصلحة الإسرائيلية أولاً، وللخبر من وجهة النظر الإسرائيلية وليس العكس.
2. تهميش واضح لما يحصل في غزة بعد 11 شهرا على الحرب.
3. أداء تحريضي على المقاومة بسبب خيارها بإسناد غزة وربط المصير اللبناني بالمصير الفلسطيني.
4. محاولات النبش عن معلومات معينة، من خلال طرح بعض الأسئلة (قدرات الصمود وأماكن الاجتماعات).
5. توهين كبير بقدرات المقاومة وداعميها وخطّها، توهين يصل حدّ السخرية من هذه القدرات (الاستخفاف بالدور اليمني مثلاً).
6. الغمز من الدور الإيراني ومحاولة إيجاد شرخ بالعلاقة مع إيران، وترويج مفردات الخذلان والتخلّي من قبل إيران.
7. التشفّي المبطّن بما حصل من نزوح كبير يوم الاثنين 23 أيلول واستخدامه كورقة للضغط الاجتماعي والإنساني.
8. التذكير بانعدام أي مساعدة خارجية أو دولية لكل المجتمع اللبناني طالما المقاومة متمسكة بخياراتها.
9. تسويق وتعميم فكرة: أن خلاص لبنان يبدأ من فكّ الارتباط مع غزة، وفكرة وحدة الساحات.
10. هناك بعض الضيوف المؤيدين والداعمين للخط المقاوم يظهرون كضيوف على هذه الشاشات، لكن الأسئلة لهم تكون موجّهة، أو ذات قيمة منخفضة، ويُقاطع كلامهم فلا يسمح لهم بالوقت الكافي لتقديم وجهات نظرهم.