منذ متى بدأت رسائل التهديد الإسرائيلية العلنية باغتيال السيد نصر الله؟ (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
عملية الاغتيال الإسرائيلية التي هزّت المنطقة، واستشهد فيها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، برفقة عدد من القادة المجاهدين، جاءت بعد سلسلة طويلة من التهديدات العلنية التي أطلقتها قيادات الكيان الصهيوني خلال الشهور الماضية.
هذه العملية تأتي بعد تأكيد الاحتلال مرارًا على رصد تحركات الشهيد القائد نصر الله وامتلاك معلومات دقيقة عن مكانه، ما يشير إلى نية الاحتلال المبيتة لتنفيذ هذه العملية في توقيت محسوب بعناية.
التصريحات التي مهدت للاغتيال: تمهيد مقصود أم ضغط نفسي؟
على مدار العام 2024، كانت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين مليئة بالتلميحات الصريحة إلى احتمال استهداف السيد نصر الله، فوزير خارجية الكيان الإسرائيلي، إيلي كوهين، كان قد أعلن في 28 ديسمبر 2023، أن “نصر الله سيكون التالي”، وذلك بعد اغتيال، المسؤول في الحرس الثوري الإيراني سيد رضي موسوي بغارة جوية في سوريا، في إشارة واضحة إلى أن القادة العسكريين في محور المقاومة، وخاصة الأمين العام لحزب الله، هم على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس الموساد السابق في يونيو 2024 أن إسرائيل “تعرف مكان نصر الله وتستطيع اغتياله في أي لحظة”، مما يعزز الرؤية التي سادت لدى المحللين بأن الاحتلال كان يخطط لعملية نوعية تهدف إلى اغتيال قيادة المقاومة في وقت ما.
تصريحات أخرى، كتصريح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في يوليو وأغسطس من نفس العام، كانت تدعو بشكل مباشر لاغتيال نصر الله، كرد على هجمات حزب الله ضد الاحتلال إسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة أو كرد فعل على خطابات نصر الله التهديدية ضد الاحتلال.
قراءة في النوايا الإسرائيلية وراء الاغتيال
ما يمكن استخلاصه من هذه التصريحات المتكررة هو أن إسرائيل كانت تدير حملة مدروسة لتمهيد الأجواء نفسيًا وإعلاميًا للاغتيال، فمنذ شهور، بدأت الكيان بتصعيد تصريحاته ضد نصر الله، ما يوحي بأن العملية لم تكن قرارًا لحظيًا أو رد فعل على تطورات ميدانية فحسب، بل كان هناك هدف لإرسال رسالة إرهاب لكل الأطراف الإقليمية بأن الاحتلال لن يتردد في تصفية خصومه.
الاغتيال وأهداف إسرائيل السياسية والعسكرية
العملية جاءت في توقيت حساس، حيث يواجه الاحتلال تحديات على عدة جبهات، وذكرى “طوفان الأقصى” تلوح في الأفق، ويبدو أن القيادة الإسرائيلية تسعى لتحقيق انتصارات إعلامية تجاوزاً لعدم قدرتها على تحقيق انتصارات عسكرية، وخاصة بعد فشلها في إحراز تقدم كبير على الأرض في غزة. هذا التحرك ضد حزب الله قد يكون جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى الضغط على المقاومة اللبنانية لإجبارها على التسوية، أو على الأقل تقليص قدرتها على التصعيد، ولهذا من المحتمل أن يقدم الاحتلال على عملية عسكرية برية في جنوب لبنان.
ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها عبر هذا الاغتيال، وهل سيتسبب ذلك في إشعال حرب شاملة على غرار ما حدث بعد اغتيال عباس الموسوي، الأمين العام السابق لحزب الله، عام 1992؟، تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين، مثل أمير بوخبوط، كانت تحذر من أن استهداف نصر الله قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، ما يعزز القناعة بأن الاحتلال يدرك جيدًا أن أي تصعيد في هذا الملف لن يكون بلا ثمن.
في المحصلة
اغتيال السيد حسن نصر الله جاء بعد سلسلة طويلة من التهديدات العلنية والرسائل المبطنة التي صدرت عن قيادات الاحتلال.
التصريحات الإسرائيلية التي سبقت العملية تشير إلى تخطيط متأنٍ ورغبة في تحقيق إنجاز إعلامي وسياسي، في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية. يبقى السؤال المطروح: هل سيتحقق للاحتلال ما كان يطمح إليه من وراء هذه العملية، أم أن الرد المقبل من محور المقاومة سيفتح جبهة جديدة قد تتسبب في تصعيد لا يمكن السيطرة عليه؟، وهل يدرك محور المقاومة المساند لفلسطين التهديدات الإسرائيلية التي تصدر حالياً عن مسؤولين صهاينة والتي تتوعد بقية أطراف محور المقاومة بدءاً بسوريا بأنها تسبب تهديداص وجودياص لإسرائيل وإن الكيان بصدد القضاء عليه بعد اغتيال أمين عام حزب الله في لبنان؟.