تهديدات جبهة الإسناد العراقية ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية.. تصعيد استراتيجي يغيّر قواعد اللعبة
خاص- المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تصريح لافت يحمل في طياته أبعادًا سياسية وعسكرية عميقة، أكد أبو آلاء الولائي، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء في العراق، أن اندلاع حرب شاملة سيضع القوات الأميركية في مرمى فصائل المقاومة العراقية والإقليمية.
هذا التصريح يشير إلى مرحلة جديدة من التوترات في المنطقة، ويؤكد أن المقاومة لم تُظهر سوى جزء صغير من قدراتها العسكرية، ما يعزز التهديدات تجاه المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.
تصعيد نحو الأهداف الإقليمية: الإمارات في مرمى النار
أحد الجوانب المثيرة في تصريحات الولائي هو التهديد الصريح تجاه الإمارات العربية المتحدة، التي وصفها بأنها “الموقع المتقدم للكيان الغاصب وخط الاستهداف الأول”، هذا التصريح يفتح الباب أمام تحول الإمارات إلى هدف محتمل في أي تصعيد مستقبلي، ليس فقط باعتبارها حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن أيضاً لدورها المحوري في المنطقة كقاعدة عسكرية أميركية متقدمة وقاعدة استخبارية أمريكية إسرائيلية متقدمة في دول محور المقاومة بما في ذلك لبنان التي بمساندة إماراتية استطاع كيان الاحتلال الإسرائيلي مكان تواجد الشهيد حسن نصر الله وأوعز بالعملية للولايات المتحدة الأمريكية.
التصعيد ضد الإمارات يمثل تصعيداً غير مسبوق على مستوى التهديدات ضد دول الخليج، خاصة أنها لم تكن في السابق من بين الأهداف الرئيسية لفصائل المقاومة، ولكن الآن، يبدو أن التحولات الإقليمية والدور المتزايد للإمارات في التطبيع والاصطفاف مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وضعها في دائرة الاستهداف.
القدرات العسكرية: 5% فقط من القوة الفعلية؟
وفيما يتعلق بتصريحات الولائي حول استخدام فصائل المقاومة في العراق “5% فقط” من قدراتها، فإنها تفتح بابًا للتساؤلات حول القوة الفعلية لهذه الفصائل وحجم التهديد الذي يمكن أن تشكله على المصالح الأميركية والإسرائيلية، وإذا كانت هذه الفصائل قادرة على تنفيذ عمليات نوعية بهذا الحجم باستخدام جزء صغير من قدراتها، فماذا لو قررت تصعيد الهجمات إلى مستويات أعلى؟
وأشار الولائي إلى أن ما تملكه فصائل المقاومة في العراق يعادل ما تملكه أطراف المحور الفلسطيني الأخرى مثل حزب الله اللبناني والجيش اليمني بقيادة أنصار الله، وهذا التنسيق الإقليمي يعزز قدرة المحور الفلسطيني المقاوم على توجيه ضربات منسقة على جبهات متعددة، ما يضيف تعقيدًا أكبر على الحسابات العسكرية الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.
توسيع نطاق العمليات: من العراق إلى الجولان وفلسطين
اللافت في التصعيد الأخير هو انتقال فصائل المقاومة العراقية إلى استهداف أهداف في الجولان السوري المحتل بعد أن ساهم بقصف أهداف في فلسطين المحتلة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، وتنفيذ ثلاث عمليات في يوم واحد باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ المتطورة آخر مرة يشير إلى أن فصائل المقاومة الإسلامية في العراق لا تكتفي بالدفاع عن المقاومة الفلسطينية بقصف أهداف الاحتلال في الأراضي المحتلة بل يتعداه إلى استهداف العدو الإسرائيلي خارج حدود فلسطين التاريخية وهذا أمر مقلق للغاية لكيان الاحتلال الإسرائيلي والدليل على ذلك هو ما نشرته اليوم إذاعة الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن اغتيال الشهيد حسن نصر الله، حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن الجيش قوله إنه يعتزم توسيع عملياته بعد لبنان لتشمل ما أسماها أذرع إيران في المنطقة بما في ذلك (المليشيات السورية في الجولان) وهو ما يستوجب من قوى المحور الفلسطيني المبادرة بمباغتة الاحتلال الإسرائيلي لقطع الطريق عليه ومنعه من الاستفراد بأطراف المحور الفلسطيني واحداً تلو الآخر.
ولعل استهداف مواقع في الجولان وفلسطين المحتلة بواسطة الطائرات المسيّرة وصاروخ “الأرقب” كروز المتطور العراقي يوضح قدرة هذه الفصائل على استهداف أهداف نوعية بعيدًا عن الأراضي العراقية، ما يؤكد اتساع رقعة العمليات لتشمل مواقع إسرائيلية حيوية، ويجعل أي حسابات عسكرية إسرائيلية معقدة بشكل أكبر.
تغير قواعد الاشتباك: الضغط على الولايات المتحدة وكيان الاحتلال
وتأتي تهديدات الولائي بإخراج القوات الأميركية من العراق وسوريا وغرب آسيا كتحذير مباشر للولايات المتحدة بأن وجودها العسكري في المنطقة ليس في مأمن، وسبق وأن نجحت المقاومة العراقية في إخراج الأميركيين من العراق بعد حرب طويلة، ويبدو أن هذا السيناريو يتكرر مع تحركات تهدف إلى طرد ما بقي من قوات أميركية مرة أخرى.
وما يميز هذه المرحلة من المواجهة هو أن المقاومة باتت تتعامل مع المصالح الأميركية والإسرائيلية كأهداف مشروعة في أي صراع قادم، مما يعني أن القواعد القديمة للاشتباك تتغير، ولم تعد الهجمات مقتصرة على القوات الأميركية داخل العراق، بل أصبحت تمتد لتشمل المصالح الأميركية في الخليج، بل وحتى داخل إسرائيل نفسها.
التصعيد ومستقبل التوازن الإقليمي
بناءً على التصريحات المهمة لقائد جبهة الإسناد العراقية في معركة طوفان الأقصى، يمكن القول إن التصريحات والعمليات الأخيرة لفصائل المقاومة في العراق تشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد قد تغير المعادلات الإستراتيجية في المنطقة، فالتهديدات المتزايدة ضد الإمارات والمصالح الأميركية، إلى جانب توسيع العمليات لتشمل الجولان المحتل، تشير إلى أن المقاومة لم تعد تعمل وفق قواعد الاشتباك القديمة، بل تسعى إلى فرض معادلات جديدة تجعل من الصعب على الولايات المتحدة وإسرائيل الاستمرار في سياساتهما الإقليمية دون مواجهة عواقب وخيمة.
إذا استمر هذا التصعيد بوتيرته الحالية، فمن الممكن أن نرى مزيدًا من التحولات في التوازنات الإقليمية، حيث تصبح المصالح الأميركية والإسرائيلية تحت تهديد دائم، ما قد يدفع المنطقة نحو مرحلة من الصراع أكثر تعقيداً وتداخلاً، على عكس ما يخطط له الأمريكي من محاولات احتواء التصعيد وإيقاف أي حرب شاملة.