استشهاد السيد نصر الله بداية جديدة للمقاومة
عبدالحميد شروان – وما يسطرون|
في لحظة قد تبدو لأعداء الأمة فرصة للشماتة أو الضعف، يستشهد السيد حسن نصر الله، قائد المقاومة ورمز العزة والإباء، نعم، سنفتقده كجسد، ولكن روحه وتاريخه وكلماته، التي زرعها في قلوب الملايين، ستبقى مشتعلة في نفوسنا كمشاعل تهدي طريق الحرية والمقاومة ضد الكيان الصهيوني.
السيد حسن لم يكن مجرد قائد، بل كان صوتًا للحق في مواجهة الظلم، ورمزًا لمقاومة الاستكبار والاستعمار، وكابوسًا لطغاة الصهيونية، واليوم، نستمد من استشهاده قوة جديدة، لنواصل مسيرته ونحقق ما طالما ناضل من أجله.
استشهاد نصر الله هو صفحة جديدة في سجل المقاومة؛ ليست صفحة ضعف أو تراجع، بل صفحة عزيمة وإصرار، ولقد علمنا السيد حسن نصر الله أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية لمسار جديد من النضال.
عندما قال “ما تركنا الحسين”، لم تكن تلك مجرد كلمات، بل كانت ميثاقًا يربطنا بالمقاومة حتى النهاية، واليوم، نعاهد السيد الشهيد على أننا لن نترك نهج المقاومة ولن نتراجع عن الدفاع عن كرامة الأمة. كل صاروخ نطلقه، وكل خطوة نخطوها في هذا الطريق، ستكون برهانًا على أن المقاومة أكبر من الأفراد، وأعظم من كل محاولة لإسكات صوتها.
كان السيد حسن نصر الله يجسد معاني التضحية والفداء، وبهذا الاستشهاد نقول لأعدائنا: ظننتم أن برحيله سيتوقف النضال، لكنكم مخطئون، استشهاد نصر الله ليس نهاية المقاومة، بل هو بداية فصل جديد أقوى وأعظم، من أجيال تربت على خطاه، من آلاف مؤمنين بقضيته، من مقاومين ينتظرون اللحظة ليكملوا المشوار، إنكم تواجهون أمة مؤمنة، لا تُهزم بإزاحة قائد؛ لأن كل فرد منها بات مشروع شهيد.
ما زرعه السيد حسن نصر الله فينا لن يتلاشى، بل سينمو ويزدهر، وسيكون صمودنا المستمر وتجدد النضال هو الرد الأقوى.
الكيان الصهيوني قد يفرح الآن، ولكنه لا يدرك أنه فتح على نفسه أبواب جهنم. ويجب على أعداء المقاومة أن يعلموا أن استشهاد السيد حسن نصر الله هو ميلاد آلاف القادة والمجاهدين، وأنه لن يمر يوم إلا وستزداد فيه قوتنا.
كل قطرة دم سالت من السيد الشهيد ستتحول إلى نيران تلتهم أعداء الأمة، وستبقى المقاومة واقفة كالسد المنيع أمام الطغيان والاحتلال.
السيد حسن نصر الله ترك لنا رسالة واضحة: المقاومة مستمرة، والأرض لا تحرر بالكلمات بل بالعزائم والدماء. واليوم، نحن على العهد، على خطاه، ولن نترك سلاحنا ولن نستسلم حتى تحرير آخر شبر من أراضينا المحتلة في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن، واستشهاد القادة يعطينا دفعة جديدة، وأمامنا طريق النصر الذي كان السيد حسن يرسمه لنا في كل خطاب وكل معركة.
المقاومة ليست شخصًا، وليست قيادة واحدة، بل هي فكرة وجذوة لا تنطفئ، وبرحيل السيد حسن نصر الله، نؤكد أن هذه الجذوة ستستمر في إشعال نار الثورة حتى يندحر الاحتلال، وسيظل نهجه حيًا في قلوب الملايين من المؤمنين بالمقاومة، الرافضين للذل والخنوع، فالمقاومة هي الحياة، والشهادة هي طريق النصر.
رحل السيد حسن نصر الله جسدًا، لكنه باقٍ معنا بروحه وفكره ومشروعه، وسنواصل الطريق، الطريق الذي رسمه بدمائه وكلماته.