(سبتمبر 2024) نقاط هامة كي نفهم سياق الأحداث!
عبدالرحمن الأهنومي – وما يسطرون – المساء برس|
في الأول من شهر أغسطس أعلنت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن رفع العقوبات عن أحمد عفاش ووالده التي كانت مفروضة منذ العام 2015.
ورفع العقوبات لم يكن لأجل سواد عيون أحمد علي عفاش ‘ بل كان قرارا أمريكيا هدفه تشغيله من خلال ارتباطاته وعلاقاته الاجتماعية وتحريك دفعات من الفوضى والارباكات والاثارات الملونة داخل العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة.
فبعد يومين فقط من رفع العقوبات التقى السفير الأمريكي بالمدعو أحمد عفاش مهنئا ومباركا ومناقشا معه المستقبل السياسي في اليمن.
والإشارة واضحة..تشغيل عفاش لتحريك الحاضنة الحزبية والمؤيدين الذين ارتبطوا بنظامه العائلي طويلا وراكموا ثروات وحصلوا ع امتيازات كبيرة طيلة عقود.
أما لماذا!
فالسبب واضح..خدمة لإسرائيل
حينما دخلت أمريكا رسميا الحرب مع اليمن في يناير 2024 كانت تهدف إلى وقف العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بشركات إسرائيلية والمتوجهة الى الموانئ الآسرائيلية ‘ والتي تمكنت من منع الملاحة الصهيونية بشكل كلي في البحر الاحمر وخليج عدن
وقد سعت أمريكا بالحرب إلى تدمير وتقويض القدرات العسكرية للقوات المسلحة ‘ وبعد مرور خمسة أشهر بدت الأمور واضحة “أمريكا تجر اذيال الهزيمة“ في أولى جولات الحرب مع اليمن
وفيم كانت تحاول تعزيز قواتها البحرية في البحر الأحمر كانت الضربات اليمنية تزداد ضراوة ‘ وتتطور تقنيا وتهديفا ‘ فبدأت الصواريخ الباليستية تغرق سفنا وتحرق أخرى ‘ وقد تطورت الأمور أكثر عندما أصبحت الصواريخ والمسيرات تصيب القطع البحرية الأمريكية مباشرة
وفي يونيو تعرضت حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور لضربات مسددة ‘ وحسب المعلومات المؤكدة فقد اصيبت الحاملة مباشرة ‘ وهذا ما تؤكده النتائج حينما فرت الحاملة في 20 يونيو الى أقصى شمال البحر الأحمر ثم واصلت الى المتوسط ومنه الى فيرجينا.
خلال تلك الأحداث كان حديث الجنرالات الأمريكيين يتركز حول بحث سبل وقف ما اسموه “التهور الحوثي” ‘ وقد توصلوا إلى أن الحوثيين “عدو شرس وغير متوقع يطور سلاحه بسرعة غير متوقعة”
بالتزامن كان الباحثون والمحللون والخبراء الأمريكيين وعبر مراكز الدراسات والوكالات والصحف المعتبرة يقترحون على أمريكا خططا يرونها افضل الخيارات المتاحة أمام أمريكا التي اقرت بهزيمتها في هذه الجولة.. وتتمثل هذه الخيارات في تحريك الضغوط الاقتصادية والمعيشية ‘ وفي إعادة ترتيب صفوف المرتزقة واعادة موضعتهم وتحشيدهم وتحضيرهم لتصعيد القتال ‘ والخيار الأهم هو تحريك حملات دعائية تحرض وتشوه أنصار الله ‘ مع حواضن حزبية داخل صنعاء وفي المحافظات الحرة مرتبطة بالأدوات العملية ‘ ودفع الكثير للتفاعل معها من خلال وضع عناوين شعاراتية ومناسباتية يتم تسمينها واستغلالها لتحريك هؤلاء.
وكل ذلك يقتضي أن تكون هناك شخصية ترتبط بها هذه الحواضن تحتشد حولها وتحشد لها العناوين كالجمهورية والثورة ‘ ولهذا سارع الأمريكي لرفع العقوبات عن احمد علي في بداية اغسطس بهدف التحضير لهذه الفوضى ‘ ومع عمل استخباراتي مكثف وتواصلات وارتباطات ومنصات على الانترنت ‘ كان المسار واضحا بأن العدو يحضر أدواته للتحرك في 26 سبتمبر وتحت يافطة “ثورة 26 سبتمبر”.
وقد تنبهت الأجهزة الأمنية لهذا المسار الامريكي الصهيوني باكرا ‘ وقامت باتخاذ الإجراءات اللازمة من وقت مبكر.
وحتى مع الاجراءات التي اتخذتها كانت هناك محاولات لتفجير الأوضاع.
ليست القضية قضية ثورة 26 سبتمبر ‘ ولا قضية الجمهورية ‘ ولا القضية العلم الجمهوري فهؤلاء العملاء قد تنكروا لبلادهم وشعبهم وللثورات اليمنية كلها ‘ وقد باعوا كل شيء واستثمروا ما باعوه في بناء الأرصدة والفلل والشركات..
القضية قضية مؤامرة تستهدف البلاد خدمة للصهاينة الذين يستبيحون غزة ولبنان ويقتلون الصغير والكبير فيها
فاليمن فرض معادلات خانقة.للكيان الصهيوني وطوح بالحرب الامريكية البريطانية التي سعت لاستنقاذ الصهاينة..وهزمها وعزز من موقفه وموقعه بصورة أقوى وواجه كل تصعيد عسكري باستراتيجية “قلب الموازين بمفاجات استراتيجية بتطوير السلاح وتوسيع الضربات”
وهو بذلك أصبح معضلة استراتيجية أمام الأمريكي والبريطاني والصهيوني ‘ ولأن الموقف اليمني مع غزة يحرج كل من يفكر في الانخراط في حرب عسكرية ضد الشعب اليمني ‘ ويصعب مهمة التجنيد ‘ فقد انتقل الأمريكي والصهيوني إلى هذا الشكل من الحرب تحريك الادوات التي لها ارتباطات وتواصلات بحواضن اجتماعية
أما الجمهورية والثورة فهي في صنعاء وليس عند من مارسوا دوس الكرامة والمبادئ والشعب والجمهورية وباعوها للاجنبي سيادة ودولة وقرارا ‘ واستثمروها لعوائلهم وأولادهم.
هذا ما يجب أن نفهمه اليوم وأن ننظر للصراع بحجمه ‘ وندرك محركات ومفاعيل هذه المخططات واهمية التصدي لها وكتم أنفاسها.
الصورة لحفل إيقاد شعلة 26 سبتمبر