لماذا سينهزم نتنياهو أمام حزب الله؟
محمد حسن سويدان – وما يسطرون|
يقول صن تزو في كتابه فن الحرب: “إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فلن تخشى نتيجة مائة معركة. وإذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فسوف تعاني من الهزيمة مع كل انتصار تحققه. وإذا كنت لا تعرف عدوك ولا تعرف نفسك، فسوف تستسلم في كل معركة”.
اعتماد نتنياهو خيار التصعيد مع لبنان للضغط على المقاومة بحيث تُعلن استسلامها بوقف جبهة الإسناد خير دليل على أنه لا يفهم عقل الحزب، ولا الخلفيات الإيديولوجية التي يتصرّف بها، ولا حتى مقاربة المقاومة للأحداث منذ 7 تشرين الأول. تجربة عقود لم تُفهم نتنياهو أن القتل لا يزيد المقاومة إلا عزيمة.
ويقول كارل فون كلاوزفيتز في كتابه “عن الحرب”: “ولكي نكتشف إلى أي مدى يجب أن نحشد مواردنا للحرب، يتعين علينا أولاً أن نفحص قدرات العدو على المقاومة، أي مجموع الوسائل المتاحة له وقوة إرادته. والجزء الأول قابل للقياس، ولكن الجزء الثاني، أي قوة الإرادة، أصعب كثيراً في القياس ولا يمكن فهمه إلا من خلال فهم طبيعة الخصم”.
قد تعلم “اسرائيل” عن قدرات المقاومة العسكرية ولكنها من الواضح عاجزة عن فهم “قوة الإرادة” لدى المقاومة وبيئتها. وتُجمع كل المصادر الأكاديمية أن هذا قد يكون سببًا في هزيمة أي قوة عسكرية. وعليه، من الواضح أن الكيان سيستكمل مسار التصعيد وقد نكون مقبلين على أيام صعبة، ولكن في المقابل لا شك أن المقاومة ستصعّد بالمقابل أيضاً. وفي النهاية، سينتصر من يصمد ويملك إرادة قتال أعلى.