الولايات المتحدة تواجه أزمة ردع في الشرق الأوسط: الحوثيون وإيران يشكلون تحديات جديدة
خاص – المساء برس|
في مقال حديث، ناقش كارتر مالكاسيان رئيس قسم تحليل الدفاع في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية، الأزمة الراهنة في مفهوم الردع الأميركي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون تهديدات متزايدة من قوى غير نووية مثل إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك “الحوثيين” في إشارة للقوات المسلحة اليمنية.
وقال الكاتب في التقرير الموسع الذي نشرته مجلة (فورين أفيرز) ورصده وترجمه “المساء برس” تتزايد المخاطر مع تصاعد الهجمات من قبل القوات اليمنية على السفن المحظور عبورها في البحر الأحمر، فضلاً عن التهديدات الإيرانية المتزايدة ضد الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر مالكاسيان أن أي هجوم قد يتسبب في مقتل أفراد عسكريين أميركيين أو غرق سفن تابعة للبحرية الأميركية سيضع واشنطن في موقف محرج، حيث قد تضطر إما للدخول في صراع أكبر أو التراجع، مما يعكس فشل الردع.
في سياق أوسع، استشهد الكاتب بكلمات الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف إلى الرئيس الأميركي جون ف. كينيدي خلال أزمة الصواريخ الكوبية، حيث أشار إلى خطورة “شَدّ طرفي الحبل” في العلاقات بين القوى النووية، وأن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وأكد أن الردع في ظل مبدأ الدمار المتبادل المؤكد يتطلب استعداداً لتحمل المخاطر وإظهار هذا الاستعداد من خلال الأفعال وليس الأقوال.
وتحدث مالكاسيان عن ضرورة إرسال إشارات مكلفة، مثل الضربات الانتقامية أو نشر حاملات الطائرات لفترات طويلةن في اعتراف بأن كل القوات الأمريكية والقطع البحرية الحربية الأمريكية التي سبق ونشرتها أمريكا منذ يناير الماضي فشلت في تحييد جبهة الإسناد اليمنية، وقال إن هذا الإجراء يهدف لتأكيد الالتزام والقدرة على الرد.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الكاتب صعوبة التعامل مع من وصفها بـ”الجماعات المسلحة غير الحكومية مثل حزب الله والحوثيين”، وقال إن هذه الأطراف تفتقر إلى الأهداف العسكرية ذات القيمة العالية. وأن على أمريكا أن تضغط على إيران بالقوة باعتبارها داعمة لهذه الأطراف، وهو ما يتناقض مع ما أقره قادة في الولايات المتحدة من أن أنصار الله في اليمن مستقلون تماماً عن السياسات الإيرانية في المنطقة.
في الختام، دعا مالكاسيان إلى ضرورة قبول المخاطر غير المريحة لضمان استعادة قوة الردع، مشدداً على أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ خطوات ملموسة لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ويتضح من الخطاب الأمريكي الذي تنشره الصحافة الأمريكية والغربية أن الحديث عن ضرورة التصعيد العسكري الأمريكي ضد اليمن هو السائد وقد ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يشير إلى توجهات أمريكية نحو تصعيد عسكري أمريكي في المنطقة بما في ذلك اليمن الذي فشلت أمامه الولايات المتحدة وعجزت عن تحييد جبهته الإسنادية للمقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك الفشل في استعادة السيطرة على الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر والتي قطعتها صنعاء على كيان الاحتلال الإسرائيلي وملاحته.