الثورة فعل مستمر في مقاومة الطغاة: تحليل خطاب السيد القائد
كامل المعمري – المساء برس|
تتجسد فلسفة الثورة في فكر السيد القائد عبدالملك الحوثي كمنظومة متكاملة تمزج بين المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية والمواقف السياسية، والجهادية حيث يسعى من خلال رؤيته إلى ترسيخ مفهوم المقاومة والوقوف بوجه الظلم والطغيان
فالثورة ليست مجرد حركة سياسية محدودة بزمان أو مكان، بل هي حالة من الوعي المستمر تتطلب من الشعب اليمني وسائر الشعوب المستضعفة الاضطلاع بمسؤولية في مواجهة الهيمنة والاستبداد
إحدى أهم النقاط التي ركز عليها السيد الحوثي في خطابه اليوم هي النظر إلى الثورة كحركة مستمرة، وليست مجرد فعل مؤقت فهو يعتبر أن النظام العالمي الراهن يقوم على الهيمنة والاستغلال، مما يتطلب ثورة دائمة ومتجددة قادرة على التصدي لكل أشكال الهيمنة
من هنا تأتي فكرة أن الثورة يجب أن تكون متجددة باستمرار، لأنها تواجه قوى هيمنة تتغير أشكالها وأساليبها بمرور الزمن والهيمنة ليست فقط عسكرية أو سياسية، بل قد تكون اقتصادية أو ثقافية، ولهذا فإن الثورة يجب أن تتجدد لتواجه هذه التحديات المتغيرة.
وهذا يتطلب تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية، سواء اقتصاديا أو عسكريا أو ثقافيا إذ أن الأمة القوية هي التي تعتمد على نفسها في مواجهة الأخطار وهذا ماتحققه ثورة سبتمبر
في حديثه اليوم، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي على أن الجهاد ضد إسرائيل وأمريكا ومساندة الشعب الفلسطيني يشكل جزءا أساسيا من مسؤوليات ثورة 21 سبتمبر وبهذا يعكس العمق الروحي والسياسي الذي تحمله الثورة، موضحا أنها ليست مجرد ثورة محلية، بل هي جزء من معركة أوسع ضد الهيمنة والاستبداد العالمي.
وبما ان ثورة 21 سبتمبر هدفت إلى استعادة السيادة الوطنية ورفض الوصاية الخارجية، خاصة الأمريكية فإن دعم فلسطين ومساندتها عسكريا يعكس التزام الثورة بمبادئ العدل والمقاومة
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن ثورة 21 سبتمبر كانت لها تأثيرات عميقة على مستوى الوعي الوطني في اليمن هذا الوعي هو ما يجعل الموقف اليمني متميزا عن مواقف بعض الدول التي اختارت التطبيع مع الاحتلال أو تخلت عن مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية
في اشارة الى ان ثورة 21 من سبتمبر اسهمت في تشكيل وعي شعبي راسخ، حيث أصبحت اليمن في طليعة الدول التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة المجازر والانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحقهم في غزة من قبل اسرائيل ولولا ثورة 21 سبتمبر، لكان من المحتمل أن يتبنى اليمن موقفا مشابها لدول أخرى، التي اختارت التخاذل والتجاهل والتطبيع في وجه هذه الجرائم.
وبما ان فلسطين هي القضية المركزية لليمن فإن دعمها بكل الوسائل ليس مجرد خيار سياسي، بل هو واجب شرعي وإنساني يتطلب من اليمنيين الارتباط بقضايا المظلومين في كل مكان وهذا ما اكده السيد القائد.
فالثورة لم تكن فقط ضد النظام العميل ،ودحر الوصاية الخارجية بل هي أيضا دعوة للتضامن مع الشعوب المستضعفة في العالم على وجه الخصوص الشعب الفلسطيني
بالتالي يُظهر حديث السيد الحوثي اليوم أن ثورة 21 سبتمبر ليست مجرد حدث تاريخي أو تحرك سياسي عابر، بل هي أساس متين لبناء هوية وطنية متعاطفة مع القضايا الإنسانية، وتأكيد على موقف اليمن الثابت من حقوق الشعب الفلسطيني
لان الالتزام بمساندة فلسطين هو انعكاس للوعي العميق الذي غرسته الثورة، وهو ما يجعل اليمن نموذجا يُحتذى به في النضال ضد الظلم والطغيان، ويرسخ مكانته كمدافع عن القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي.
في نظر السيد الحوثي، الوعي الشعبي هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الثورة وبدون وعي الشعوب بحقيقة العلاقة بين العدوين الداخلي والخارجي، ستظل هذه الشعوب خاضعة للطغيان والاستغلال.
ومن هذا المنطلق يرى أن الثورة ليست فقط حركة سياسية أو عسكرية، بل هي أيضا عملية توعية مستمرة تهدف إلى تنوير الشعوب حول طبيعة الأعداء الذين يواجهونهم وضرورة تفعيل الحهاد في مختلف المجالات ضد العدو
حيث يرى السيد الحوثي أن الثورة هي حالة مستمرة من الجهاد. الجهاد ليس فقط بالسلاح، بل أيضا بالفكر والكلمة والوعي مشددا بان الثورة تحتاج إلى كافة أنواع المقاومة، من السلاح إلى الوعي الشعبي
واجمالا فان كلمة قائد الثورة جاءت لتؤكد على أن ثورة 21 سبتمبر ليست مجرد حركة محلية، بل هي جزء من مشروع مقاومة عالمي يسعى لتحرير الشعوب من هيمنة القوى الكبرى ومن هنا، فإن الجهاد ضد إسرائيل وأمريكا هو تعبير عن الالتزام بالحرية والعدالة والتزام بمبادئ الثورة
ومن خلال رؤية السيد القائد، تصبح الثورة فعلا مستمرا لا مجرد فعل سياسي، بل مسارا روحيا وأخلاقيا يتجاوز الحدود، ليعكس التزاما عميقا بدعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية
صحفي متخصص في الشأن العسكري