تعز تحت وطأة الخطر: كيف يتحول المدنيون إلى دروع بشرية في معركة الإصلاح
خاص – المساء برس|
في قلب مدينة تعز، حيث يتعايش المدنيون مع تفاصيل حياتهم اليومية، تلوح حقائق مروعة تضع أرواحهم في خطر دائم، فالأحياء السكنية، التي ينبغي أن تكون ملاذًا آمنًا للعائلات، تُستخدم كستار لإخفاء الأسلحة الثقيلة التابعة لقوات حزب الإصلاح، مما يحول المدينة إلى ساحة مواجهة مع الموت غير معلنة.
في 18 سبتمبر الجاري، شهدت ساحة الحرية، قلب مدينة تعز، انفجارات هائلة نتجت عن تفجير مقذوفات كانت مخزنة في قلب المناطق السكنية.
بحسب بيان قيادة محور تعز التابعة للإصلاح الذي يعمل تحت قيادة التحالف السعودي الإماراتي، فإن حريقاً في إحدى الغرف أدى إلى انفجار تلك المقذوفات، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، لكن السؤال الجوهري هنا هو: لماذا تُخزن الأسلحة الثقيلة وسط الأحياء السكنية، وكيف يمكن لقوات الإصلاح أن تتجاهل سلامة المدنيين في المناطق التي تحت سيطرتها؟
ويشير مراقبون وناشطون وحقوقيون إلى أن تخزين الأسلحة في مناطق مكتظة بالسكان لا يثير القلق فحسب، بل يمثل جريمة حرب واضحة، حيث يُعرض الأبرياء لمخاطر الموت والعنف وتُعرض ممتلكاتهم للدمار دون سابق إنذار.
هذا التصرف، الذي يحول السكان إلى دروع بشرية، يكشف عن إهمال صارخ من قبل قوات الإصلاح لحياة المدنيين، ويعكس طبيعة هذا المكوّن التابع للتحالف السعودي والذي يفترض أنه يهدف إلى حماية المدنيين بمناطق سيطرته، حسب ما يردده إعلامه من شعارات على مدى العشر السنوات الماضية.
حالياً يعيش سكان المنطقة تحت وطأة الانفجارات المتكررة، حيث وثقوا في الانفجارات الأخيرة مشاهد مؤلمة لاستمرار تلك الانفجارات وتطاير الشظايا والمقذوفات الثقيلة لأكثر من عشر دقائق، مما يُبرز حجم الكارثة التي تحيط بهم، ورغم تكليف قائد محور تعز لجنة للتحقيق في الحادث، يبقى التساؤل: هل سيؤدي ذلك إلى تغيير حقيقي في السياسات التي تُعرض حياة المدنيين للخطر من قبل الإصلاح في مدينة تعز؟ بالتأكيد الإجابة هي لا، فالإصلاح الذي تعيش قياداته خارج اليمن لا يأبه لحياة حتى عناصره من الحزب المتواجدين في مدينة تعز فكيف ببقية سكان المدينة المكتظة بالسكان.
وفي الوقت الذي تتجنب فيه قيادة محور تعز تحمّل المسؤولية من خلال دعوتها لوسائل الإعلام تجنب الشائعات، فإن الحقائق التي شاهدها المواطنون في تعز وكل اليمن تعكس حجم الكارثة، فالعديد من المنشآت المدنية لا تزال حتى اليوم تحت سيطرة قوات الإصلاح ومليشياته وتُستخدم كمعسكرات ومخازن للأسلحة، على الرغم من أن جبهات القتال التابعة للتحالف التي يقاتل فيها الإصلاح ضد القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء في حالة هدوء منذ أبريل 2022 أو على الأقل تشهد خفضاً للتصعيد بموجب اتفاق الهدنة الموقع بين صنعاء والرياض، مما يجعل المدنيين في تعز محاصرين بين شبح الموت والأسلحة التابعة للإصلاح التي تختبئ بين شوارعهم وأحيائهم السكنية.
وفي ظل هذا الوضع المعقد، يبقى السؤال المحوري: هل سيظل الوضع على حاله، أم ستتحرك الجهات المسؤولة في حكومة التحالف السعودي لحماية المدنيين من هذا الخطر المتزايد؟ فحياة الآلاف في تعز تعتمد على هذه الإجابة، أما قوات تعز التابعة للتحالف (الإصلاح) فستظل تفكر فقط في مصالحها الخاصة دون مراعاة لسلامة الأبرياء.